النازحون حوّلوا نهر البساتين الى مكب.. ووزير البيئة يتحرّك

بعدما إنتفض أهالي بساتين العصي في جرود البترون على الواقع المزري الذي وصلت اليه بلدتهم بسبب كثافة النزوح السوري غير المسبوقة وقيام النازحين السوريين برمي الاوساخ والنفايات في مجرى النهر، تحركت الدولة من أجل الأطلاع على الوضع في حين أصدر محافظ الشمال رمزي نهرا 3 تعاميم لحماية النهر من التلوث.

تعتبر بلدة بساتين العصي من البلدات السياحية الناشطة، كذلك تعتبر بلدة زراعية بامتياز نتيجة وجود سهل زراعي يمتدّ من كفرحلدا وبيت شلالا والبساتين. برزت معاناة البلدة وأهاليها بعد غزوة النزوح السوري حيث بلغ عدد النازحين في بساتين العصي ما يزيد عن 1300 نازح في حين أن سكان البلدة لا يتعدّون الـ300 نسمة. وما زاد الطين بلّة، أن النازحين حوّلوا نهر الجوز الى مكبّ للنفايات وضربوا بذلك موسمي السياحة والزراعة.

بعد صرخة الأهالي، تحرّك محافظ الشمال رمزي نهرا وزار بلدة بساتين العصي نهار الأحد وعاين الأضرار وطلب من البلديات التحرّك وإنقاذ البلدة من الكارثة، ومعالجة أزمة النازحين ومنعهم من رمي النفايات في النهر.

وأصدر نهرا ثلاثة تعاميم لوضع حد للتلوث البيئي اللاحق ببلديتي كفرحلدا وبيت شلالا وبساتين العصي. وأعطى التوجيهات الى رؤساء البلديات والمسؤولين الاداريين في المنطقة لمنع هذه الظاهرة بشتى الطرق المتاحة وضبط ومراقبة النازحين في نطاق عمل هذه البلديات والقرى بالطرق القانونية والشرعية.

بدوره، توجّه وزير البيئة طارق الخطيب، للاطلاع على تلوث مجرى نهر الجوز في بيت شلالا وبساتين العصي وكفرحلدا، وجال على المواقع المحيطة بضفاف النهر واطّلع عن كثب على واقع المجرى وضفافه في ظل انتشار خيم النازحين السوريين.

وكانت المحطة الاولى من جولة الخطيب في بلدية بيت شلالا حيث عقد اجتماع شارك فيه رؤساء بلديات بيت شلالا اسعد النخل ودوما جوزف خيرالله المعلوف وكفرحلدا أديب موسى. واستمع الخطيب الى تفاصيل أزمة التلوث الناتجة من وجود النازحين والرمي العشوائي للنفايات في مجرى النهر. وجرى بحث في واقع النزوح السوري وتداعياته على المنطقة وعلى النهر واستمع الى اقتراحات رؤساء البلديات.

وأعرب الخطيب عن أسفه «لوجود نكبة بيئية كبرى نتيجة النزوح السوري الكثيف الى هذه المنطقة، وكما أبلغنا رؤساء البلديات أن عدد سكان بيت شلالا في فصل الصيف زهاء 300 شخص في حين يبلغ عدد السوريين في بيت شلالا 1400 شخص، وهذا العدد كاف لتظهير الواقع ومدى تفاقم الوضع على المستوى البيئي في لبنان نتيجة النزوح السوري».

وقال: «هذا الملف ألقي على عاتق البلديات في هذه المنطقة علما أنها بلديات مستحدثة وإمكاناتها المادية والادارية متواضعة وضعيفة، وهناك نقص على المستوى اللوجستي وفي عديد الشرطة البلدية، من هنا نتوجّه الى رئيس اتحاد بلديات منطقة البترون مرسيلينو الحرك لمساندة البلديات في هذه المنطقة وتعزيز الشرطة البلدية أو مساعدتهم ماديا لزيادة عديد الشرطة لكي يتمكنوا من المراقبة الدائمة والمستمرة للوضع في محيط مجرى النهر والقيام بجولات تفتيشية على المخيمات لضبط الوضع. لقد بات واضحا أن إخواننا السوريين يستسهلون رمي أكياس النفايات في مجرى النهر بدلا من وضعه في المستوعبات التي تبعد عن خيمهم بضعة أمتار وهذا غير مقبول ولن نتساهل في هذا الأمر».

اضاف: «لطالما حذرنا من خطورة تداعيات النزوح السوري على لبنان، وما شاهدناه اليوم بالعين المجردة بات واضحا للجميع. نتمنى أن نبدأ كحكومة في البحث جديا في مسألة عودة النازحين الى بلادهم لأن لا حلول جذرية للمشاكل على اختلافها بيئية كانت أو غير بيئية الا من خلال عودتهم الآمنة والكريمة الى بلادهم».

تابع: «آسف لما شاهدته اليوم وأشدّ على أيدي رؤساء البلديات والاعضاء ونضع أنفسنا في تصرفهم، وأناشد وأطلب من كل القوى الأمنية أن تؤازر هذه البلديات المستحدثة التي تفتقر الى الامكانات الكبيرة لضبط هذه الوضع المرفوض من الجميع».

وقال: «يتحمّل الأهالي واصحاب العقارات المؤجرة مسؤولية كبيرة لأننا نعرف جيدا عدد الولادات لدى اشقائنا السوريين وتكاثر أعدادهم، ونحن على يقين أن السوريين الموجودين على ضفاف النهر في بيت شلالا وكفرحلدا وبساتين العصي لا يعملون كلهم لدى أبناء البلدة، من هنا الدعوة الى التعاون وتضافر الجهود ودعم البلديات. إن هذه الأعداد من السوريين هي بمثابة قنبلة موقوتة لا نعرف مكان انفجارها ولا زمانه».

تابعوا آخر أخبار "Radar Scoop" عبر Google News، اضغط هنا

الجمهورية

2018 -

كانون الثاني -