قرارات حاسمة الاربعاء ولا تسويات مع الارهابيين

الديار

2017 -

تموز -

تتوالى الانجازات الامنية تباعا هذه الايام ،فمن اسقاط مخطط مخيمي» النور وقارية» الى استلام «الخضرجي» خالد السيد، حلقة واحدة تمتد من عين الحلوة الى الرقة مرورا بجرود السلسلة الشرقية، هدفها ضرب الاستقرار الامني اللبناني،مقابل عزيمة واضحة لدى القيادات العسكرية والامنية على المواجهة والانتقال من الدفاع الى الهجوم على ما اكد قائد الجيش العماد جوزاف عون.

واذا كان 28 حزيران ال2015 قد سجل نجاحا جزئيا للمجموعات الارهابية في اختراق امن بلدة القاع فان نفس التاريخ من العام الحالي سمح بقلب المعادلات ،ما يدل على التقدم الحاصل على الصعيد الامني والذي يعود بحسب مصادر معنية الى سلسلة اسباب اهمها، التنسيق القائم بين الاجهزة الامنية المختلفة ونجاحها في تحقيق عمليات مشتركة، الخبرات التي راكمتها العناصر العاملة في هذه الاجهزة، والاهم الداتا الضخمة التي باتت بحوزة المعنيين عن الوجود السوري في لبنان .
وكشفت المصادر ان ما حصل الجمعة اتى في السياق الاستباقي لما تحضره الجماعات الارهابية بعدما سدت كل خطوط الاتصال وفشلت محاولات اخراجهم بالتفاوض من الجرود بعدما اوقفت الدوحة وساطتها وتراجعت جبهة فتح الشام عن التزاماتها، اذ تبين ان تلك الجماعات اعادت تنظيم نفسها ووضع خطط مواجهة تقوم على تفجيرات في الداخل وتصفيات في المناطف الجردية والاهم سحب ورقة اعادة النازحين السوريين الى بلادهم، عبر افشال كل مفاوضات العودة ،وسعيهم لعدم إخراج النازحين من الجرود كي لا يفقدون عاملاً أساسياً يستغلّونه كستار للحماية من جهة، وكخزان بشري وبيئة حاضنة، وهو ما تبين بوضوح في مخيم قارية الذي كان قاب قوسين او ادنى من ان يتحول الى امارة غير معلنة.

واذا كان الموضوع الامني قد اعاد فرض نفسه على الطاولة السياسية، رغم ان حوار بعبدا لم يتطرق الى الامر، تشير مصادر وزارية الى ان ما حصل خلال الساعات الماضية سيفرض نفسه على نقاشات مجلس الوزراء من ناحيتين، الاولى، اعادة طرح مسالة المخيمات السورية العشوائية وضرورة ايجاد حل محلي-دولي لهذه المسالة، ثانيا ضرورة اعادة بعض سكان هذه المخيمات الى الداخل عبر مفاوضات غير مباشرة مع النظام السوري عبر طرف ثالث ان لم يكن ممكنا التفاوض المباشر ، وفي هذا السياق سجل نجاح حزب الله في تسوية مسألة عودة جزء من لاجئي مخيمات عرسال الى عسال الورد بعد تسوية اوضاعهم مع الجانب السوري،كاشفة ان عملية الجيش الجمعة يمكن وضعها في إطار تسريع عملية إعادة النازحين إلى قراهم، بعد أن بات واضحاً أنّهم أصبحوا هدفاً لاستغلال التنظيمات الإرهابيّة لهم، وهو ما قد يقود سرايا الشام، إلى الإسراع في عمليّة إخراج المدنيين، وثالثا اعادة التأكيد على ضرورة تأمين المزيد من الدعم للمؤسسات العسكرية والامنية والتي قد يكون في طليعته اقرار سلسلة الرتب والرواتب، رابعا، ضرورة تأمين الغطاء السياسي للجيش والقوى الامنية التي تضطر لاتخاذ خطوات مؤلمة في الايام المقبلة، مع وجود تحدّ جديد سيتعيّن على الدولة مواجهته في المرحلة المقبلة يتمثل في ضرورة تنظيف مخيمات اللاجئين لا سيما الواقعة منها في الجرود، من العناصر الارهابية، اذ ثَبُت بالدليل الدامغ ان التنظيمات المتطرفة تستخدمها للإعداد لعمليات أمنية، ومن المتوقّع ان يتكثف نشاط هذه الخلايا داخلها في الاسابيع المقبلة مع تضييق الخناق على «داعش» في الرقة والموصل حيث قد يسعى الى فتح جبهة جديدة مع لبنان للتخفيف من الضغط الذي يتعرض له في سوريا والعراق.

اما فيما خص مسألة توقيف السيد فقد نفت المصادر وجود اي ضمانات او التزامات قدمها الجانب اللبناني لاي طرف فلسطيني او غير فلسطيني، وان السيد سيخضع لتحقيق مفصل ودقيق وستوضع الوقائع والادلة والبراهين امامه كما ستتم مواجهته بباقي افراد الشبكة ، وان القضاء المختص سيتخذ القرار المناسب بشأنه كاشفة ان زمن التسويات ولى و«درس» السيد اليوم هو بداية الغيث، اذ على الجانب الفلسطيني ان يدرك ان لا مفر بعد اليوم من التعاون من اجل اجتثاث امارة الارهاب المعششة في عين الحلوة.
مرة جديدة اجتاز مخيم عين الحلوة قطوعا أمنيا كبيرا بنزع فتيل السيد،رغم ان ما جرى خلال الساعات الماضية يدفع إلى التساؤل: هل تتحول خيم النازحين إلى مخيمات للإرهاب؟ أو بشكل أدق، هل تحولت إلى بؤر للإرهاب وقضي الأمر؟ وفي هذه الحال هل تعطي القيادة السياسية القيادة العسكرية الغطاء لأنهاء الوضع الشاذ، ام ان التاريخ سيعيد نفسه ويحترق البلد من جديد؟ الامور مرهونة بالقرار السياسي الذي قد يطول وقد لا ياتي ابدا نظرا لتشعباته الخارجية والاقليمية ولحسابات اطراف معلومة وغير معلومة.

تابعوا آخر أخبار "Radar Scoop" عبر Google News، اضغط هنا