نساء لبنانيات في عالم الإجرام والإرهاب والمخابرات

ربيع دمج

yallafeed

2017 -

تموز -

قلّما نسمع أقله في عالمنا العربي عن إنخراط للنساء في عالم الإرهاب والقتل المنظّم، فصورة المرأة النمطية في مخيلتنا هي تلك الكائن الناعم والحنون، مع العلم أن التاريخ شهد ولا يزال عن تورّط نساء كثيرات وجميلات أيضاً في عالم الإجرام والمخابرات والإرهاب.

لم تكنّ بداية القتل بتنظيم ومخطط إرهابي مع نسوة "داعش" فحسب، بل سبقتها تجارب عديدة لنساء وتحديداً شابات صغيرات قررن اللعب بالدم والنار من أجل قناعة ما، لا سيما في لبنان الذي شهد حرباً طائفية قاسية إمتدت بين العام 1975 حتى 1990.

"نساء التفجير" خلال حرب لبنان
في منتصف الثمانينات كانت الحرب الأهلية اللبنانية بأشد ضراوتها ( بين مسلمين من جهة ومسيحيين من جهة أخرى) فقامت تنظيمات حزبية بتجنيد عدد من النسوة لتنفيذ عمليات تخريبية تفجيرية إما لإستهداف شخصية محددة أو زرع الرعب في نفوس المواطنين.

أسماء قد لا يذكرها أكثر من 70% من اللبنانيين لكنها ساهمت في أكثر من 30% من الإجرام.

لور الهاشم
تأتي على رأس القائمة لورا الهاشم التي لا تزال مجهولة المصير حتى يومنا، لكن تلك المرأة الشقراء نفّذت أكثر من 4 تفجيرات إستهدفت مناطق تضم طائفة محددة في بيروت، لكن يبقى تفجير منطقة "الجامعة العربية" هو الأسوأ بينهم.

في شهر آب من العام 1986 إنفجرت سيارة مفخخة في منطقة شعبية مكتظة، أدى العمل الإرهابي إلى مقتل 120 شخصاً وجرح 230 آخرين، في اليوم التالي مباشرة ظهر طرف الخيط المرشد إلى بطلة العملية فإذا بها سيّدة شقراء تبلغ الـ35 سنة، تمارس الدعارة تدعى لور الهاشم.

تحرّيات مخابرات الجيش اللبناني أفضت إلى الوصول إليها بعد يومين وتم التحقيق معها في مقر الشرطة العسكرية وتم عرضها على الناجي الوحيد الذي وصف ملامحها للمحققين، حيث شاهدها وهي تركن سيارتها المرسيدس أمام أحد محلات الثياب، فإقترب منها وسألها إذا كانت ستتأخر، فقالت له "10 دقائق فقط"، نزلت من سيارتها ومضت إلى جهة مجهولة و بعد دقائق إنفجرت السيارة.

وبحسب الأرشيف فإن وزير الداخلية آنذاك عبد الله الراسي أُبلغ بأن المتهمة أصبحت خارج سيطرة القوات الرسمية للدولة اللبنانية. وبظروف غامضة إختفت لور الهاشم من لبنان وصدر بحقها حكم إعدام غيابي.

أما ثريا صهيون كانت تبلغ الـ27 من عمرها حين دخلت "مطار بيروت الدولي" ووضعت في حقيبة سفر متفجرة كبيرة.
لكن القدر غدرها فوقعت و أوقعت معها عدداً من عناصر الجيشين اللبناني والسوري ومدنيين آخرين فاق عددهم الـ40 شخص.
حسب الملفات الأمنية الموجودة لدى المحكمة العسكرية في لبنان، حاولت ثريا الدخول إلى قاعة المسافرين بحجة تسليم الحقيبة لأحد المسافرين إلا أن حارس الأمن منعها كونها غير مسافرة، وما إن وصلت إلى مدخل القاعة حتى إنفجرت بها العبوة ومزّقتها أشلاء.

كان هدف ثريا قتل أكبر عدد من الجيش السوري (الذي كان يحتل لبنان آنذاك) واللبناني لصالح حزب ظائفي يميني متطرّف.

"سميرة" وضعت السيارة المفخخة وأكلت المثلجات
لم تكن سميرة إبراهيم قد تجاوزت الـ21 حين شاركت بوضع ثلاث عبوات لكن الأخيرة كانت الأكثر دموية، إبنة الجنوب دفعها الحب إلى وضع سيارة مفخخة في محلة البربير (غربي بيروت) بتاريخ 29/7/1986.

الهدف كان مكتب لتنظيم فلسطيني مناوئ جداً لحزب يمثل طائفتها (وهو فاعل جداً حتى اليوم).

يوم التفجير خرجت سميرة من منزلها في بيروت ووصلت إلى المنطقة المقصودة ، ركنت السيارة قرب جسر البربير، بعد دقائق دوّى إنفجار كبير موقعاً 59 قتيلاً و135 جريحاً من بينهم عناصر من الحزب ولكن النسبة الأكبر كانت مدنيين وأطفال.

أرشيف التحقيقات التي أجريت معها ومع أفراد عائلتها من قبل الجيش اللبناني أفادت إلى أنها عادت إلى منزلها بعد ساعتين فقط من جريمتها وهي تأكل "البوظة" وتغني وكأن شيئاً لم يكن".

بحسب التحقيق مع والداتها بعد أقل من 24 ساعة من القبض على سميرة لم تمض 24 ساعة حتى تم القبض عليها، قالت أنها كانت طبيعية جداً وبقمة هدوئها، لم نشعر يوما أن إبنتنا مجرمة ولها يد في دم الحرب".

وبحسب المعلومات التي جمعت عنها، تبين أن لسميرة سوابق أبرزها محاولة قتل زميلتها في صالون الحلاقة بالمقص بعد مشاجرة بينهما، كما أوقفت سابقاً لدى الشرطة بتهمة سرقة مجوهرات وأموال لصاحبة المحل، عدا عن وضع عبوات صغيرة لبعض الحزبيين.

تفاجأ المحققون معها بردود فعلها الباردة جداً والجريئة في الإعتراف بأفعالها، إلا أنها كانت تورّط أسماء معها أبرزها أسماء مسؤولين حزبيين ورجال أعمال، منهم من كان فعلاً محرّضاً لها على التنفيذ، ومنهم من كانوا أبرياء لكنها أرادت الإنتقام منهم لأسباب عاطفية ربطتها بهم لكنهم تخلوا عنها سابقاً.

إرهابية "علبة الشوكولا" تحولت إلى أشلاء
يمكن أن يطلق على هذه الإرهابية أنها مجهولة الهوية، فقد تحوّلت إلى أشلاء وحوّلت معها أكثر من 14 شخص كانوا داخل أهم مستشفى في بيروت "الجامعة الأميركية".

شهود العيان الذين كانوا بتاريخ تشرين الثاني من العام 1987 داخل المشفى المذكور قالوا أنهم شاهدوا إمراة جميلة جداً وأنيقة لا تتجاوز الـ31 من عمرها وبيدها علبة "شوكولا".

كان هدفها الوصول إلى غرفة وزير الداخلية السابق عبدالله اليافي الذي كان يتلقى علاجه هناك والتخلص منه.

أخبرتهم أنها تريد الصعود إلى الطابق الخامس لزيارة قريب لها ( ذات الطابق الذي يوجد به الوزير)، موظفو الإستقبال طلبوا منها الإنتظار قليلاً كي يدققوا بإسم المريض الذي تنوي زيارته.

إرتابت قليلاً وحاولت الهروب، إلا أن الوقت داهمها فإنفجرت علبة الشوكولا وحوّلتها إلى أشلاء في وسط صالة الإنتظار.

تابعوا آخر أخبار "Radar Scoop" عبر Google News، اضغط هنا