انهيار العملات الافتراضية ألقى الرعب في نفوس أعتى المضاربين

الجريدة

2018 -

آب -

تعيش أسواق العملات الافتراضية الرقمية واحدة من أكبر عمليات التراجع على الإطلاق، وحتى أشد المضاربين على الارتفاع بات يتساءل متى ستصل الأزمة إلى نهايتها؟

في السابع من أيار الماضي وصلت القيمة الإجمالية لكل العملات الرقمية إلى أعلى مستوى على الإطلاق بلغ 829 مليار دولار، بحسب معلومات من كوين ماركت كاب CoinMarketCap. وفي ذلك الوقت كانت العملات الرقمية أكبر من ألفابت ومايكروسوفت وأمازون وفيسبوك.

واليوم، وبعد ثمانية أشهر على بلوغها الذروة، خسرت أسواق تلك العملات أكثر من 600 مليار دولار، وهبطت الى أقل من 200 مليار دولار لأول مرة منذ الثاني عشر من شهر تشرين الثاني الماضي. وشهد هذا الهبوط فقدان كل واحدة من أكبر العملات الرقمية الخمس أكثر من نصف قيمتها منذ سنة حتى الآن مع تصدر ريبل للمسار بانخفاض بلغ 88.6 في المئة، كما فقدت " بتكوين "، وهي أشهر عملة رقمية في العالم، 57 في المئة من قيمتها منذ الأول من يناير.

ومع دخول عام 2018 كانت العملات الرقمية في مسار مندفع، وقد ارتفع سعر "بتكوين" بأكثر من 1000 في المئة في سنة 2017، وبدا أن من كان يتداول بها كان من الأقلية.

وقال تشارلز هيتر، وهو الشريك المؤسس لكريبتو كومبير CryptoCompare "كان الناس يتوقعون أشياء كبيرة في 2018، وكان الكثير من مستثمري الوقت الصغير يفكرون أنك اذا كنت تستطيع جني أموال فلماذا لا ينسحب ذلك علي؟".

وشهدت فورة النشاط اندفاع الكثير من المحللين يتحدثون بقوة عن المدى الذي ستبلغه "بتكوين"، وكان توم لي، وهو الشريك المدير لدى فندسترات غلوبال أدفايزرز Fundstrat Global Advisors أحد أول متوقعي بلوغ تلك العملة 25 ألف دولار بحلول نهاية السنة.

وكان تيم درابر من درابر اسوشيتس واحداً من الأكثر جرأة في توقعاته، عندما قال إن سعر وحدة " بتكوين " سيصل الى 250 ألف دولار بحلول 2022، كما أن مدير صندوق تحوط يدعى مارك لاسري قال في الآونة الأخيرة، إن "بتكوين"، بمساعدة من التبني السائد، يمكن أن تتداول عند 40 ألف دولار.

وقال أسطورة الأمن السبراني جون ماك أفي إن سعر " بتكوين " سيصل الى مليون دولار.

ويواصل المشرعون في واشنطن العاصمة تقدمهم التنظيمي بحذر شديد، وبوتيرة بطيئة بالنسبة الى البعض، ازاء تنظيم الأصول الرقمية. وتمثلت خيبة الأمل الأكبر بالنسبة الى أنصار التقنية الناشئة في عدم موافقة لجنة الأسهم والمبادلات على صندوق تبادل للعملة ذي صلة ببتكوين.

وفي 26 تموز الماضي قوبل الاقتراح الثاني المتعلق بمثل هذا المنتج والذي قدمه كاميرون وتايلر وينكلفوس بالرفض، كما أن اللجنة المذكورة أرجأت أخيراً قرارها بشأن مقترح من فان ايك وسوليد اكس حتى الثلاثين من أيلول المقبل.

وبحسب أنتوني بومبليانو، وهو مؤسس مورغان كريك ديجيتال أستس منذ 2012 فإن "بتكوين" تعرضت لـ13 هبوطاً بأكثر من 30 في المئة، وثلاث مرات من التراجع بأكثر من 50 في المئة. ويعتقد أحد المحللين أن على المستثمرين اتخاذ خطوة الى الوراء، لأن هبوط الأسعار بهذا الحجم ليس جديداً.

وقال كليمنت ثيبولت، وهو محلل رفيع لدى انفستنغ دوت كوم "أنا أعتقد أننا نشهد استمراراً لسوق المضاربة على الهبوط في العملة الرقمية، وهذه ليست الدورة الأولى أو الأخيرة التي تتصرف الأصول فيها على هذا النحو".

وأضاف "من النظر الى المقبل لا أظن أننا وصلنا الى نهاية الدورة بعد، وأستطيع رؤية استمرار هبوط بتكوين والعملات الرقمية الأخرى قبل أن تعود الى مستويات ذات معنى".

تابعوا آخر أخبار "Radar Scoop" عبر Google News، اضغط هنا