جعجع: الحل الوحيد أن ترحل المجموعة الحاكمة وتتنحى...

2020 -

حزيران -

أعلن رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع عدم مشاركة الحزب في لقاء بعبدا المفترض عقده غداً، معتبراً أنّ "الهدف منه إما ذر الرماد في العيون أو محاولة تحميل الآخرين مسؤوليّة فشل هذه السلطة"، داعياً المجموعة الحاكمة إلى "الرحيل بجميع مكوناتها وأقطابها".

وأوضح جعجع في تصريح له عقب انتهاء اجتماع تكتل "الجمهوريّة القويّة" الذي عقد برئاسته في معراب، أنّ "الأوضاع في البلاد وصلت إلى حد أصبحت فيه المسايرة أو حتى الوقوف على الشكليات جريمة"، مشيراً إلى أنّ "الأوضاع التي نمرّ بها الآن لم نشهد كلبنانيين مثيلاً لها منذ أيام الحرب العالمية الأولى".

واستغرب جعجع أن "تأتينا الدعوة لحضور اجتماع للتباحث بالاستقرار والسلم الأهلي في حين أن المشكلة اليوم في لبنان لا علاقة لها بهذا الأمر وإذا ما كان هناك من يهدد الاستقرار والسلم الأهلي فهي المجموعة الحاكمة"، مضيفاً أنّ هذه الدعوة سببها "ما بين ذر الرماد في العيون وصولاً إلى محاولة تحميل الآخرين مسؤوليّة فشل هذه السلطة، وفي كلتا الحالتين فمن الطبيعي ألا نشارك".

وشدد جعجع على أنّ "المطلوب اليوم هو عقد اجتماع فوري للحكومة لتقوم باتخاذ أول قرار إصلاحي"، منبّهاً إلى أنّ "البلد يغرق بالفعل واليوم وقت القرارات وليس الكلام في حين اننا جل ما نشهده هو كلام واستعراضات يليها كلام واستعراضات". وأضاف: "إلى جانب كل الأزمة التي نعيشها أصبح الكون برمته يعرف ويردّد من الصين إلى أستراليا إلى الولايات المتحدة إلى روسيا وكل المراقبين الداخليين والخارجيين أنه ما من شيء يمكنه إنقاذ الوضع في لبنان إلا الإصلاحات التي على قدر ما ردّدها العالم بأسره يمكن لتلميذ في الصف الخامس ابتدائي أن يرددها وهي: الموظفون غير القانونيين، المعابر غير الشرعيّة، الكهرباء والاتصالات والجمارك وإلى ما هنالك وقد ملّ الناس من تردادها إلا السلطة والمجموعة الحاكمة لم تسمع حتى هذه اللحظة بها".

وتوجه جعجع إلى الرئيس ميشال عون بالقول: "يا فخامة الرئيس بدل اجتماع الغد للقاء الذي أسميته وطنياً تواصل مع رئيس الحكومة وقوما بعقد اجتماع لها واتخذوا قراراً واحداً ومن بعد هذه الجلسة بأيام قرار آخر وهكذا دواليك وعندها ترون كيف ستبدأ الأزمة بالانحسار".

واستطرد قائلاً: "يحاولون معالجة أزمة الدولار على سبيل المثال فيقومون إما بالضغط على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة من أجل ضخ دولارات في السوق في حين أننا إذا ما ضخينا 20 مليار دولار في هذه الأوضاع فهي ستختفي من السوق لا محالة أو أنهم يقومون بإلقاء القبض على صيرفي مسكين هو يكون فعلاً يتصرّف بشكل يؤدي فقط لربحه لا غير في حجّة أنهم يلجمون مسألة الدولار في حين أن كل ما يتم القيام به لا يعدو كونه مسرحيات فقرار إصلاحي واحد سيقوم بتحسين وضع الليرة ويليه قرار ثان يحسّن أكثر وليس عبر توقيف التشكيلات القضائيّة واستبدالها بتعيينات وكأن لا وجود لآليّة مقرّة في مجلس النواب".

وخلص جعجع إلى أنّ "المجموعة الحاكمة الحاليّة أثبتت فشلها بشكل ذريع"، داعياً إياها إلى "القيام بالأمر الوحيد الممكن القيام به اليوم إذا ما كانت هذه المجموعة تريد خدمة البلد وهو بكل صراحة أن ترحل"، مشدّداً على أنّ "الحل الوحيد هو أن ترحل المجموعة الحاكمة وتتنحى جانباً لتترك غيرها ليقوم بإنقاذ البلاد، ولا نرى أي حل آخر ماذا وإلا ستتحمّل مسؤوليّة أمام الله والناس والتاريخ مسؤوليّات جسام لأنها بالطريقة التي تتصرّف بها ستوصل البلاد نزولاً أبعد من كثير مما أوصلته إليه الآن".

واعتبر أنّ "المشكلة ليست في هذه الحكومة، فهي تضم أفراداً أفضل بكثير من الذين كانت تضمهم الحكومات السابقة، ولكن المشكلة في المجموعة الحاكمة التي تملي على هذه الحكومة ما يجب أن تقوم به".

وأكد رداً على سؤال، أنّ "من يتحمّل مسؤوليّة الفتنة في البلاد هو من أوصل البلد إليها، ومن يتحمّل مسؤوليّة الفتنة في البلاد هو من يملك كامل القرار بيده"، داعياً إياه إلى أن "يبادر إلى اتخاذ جميع القرارات المطلوبة للحؤول دونها".

وكان جعجع استهل كلمته باستنكار "الإجراء القضائي الذي اتخذ بحق السيد علي الأمين"، مؤكداً أنه "لا يجوز للحريات العامة في لبنان أن تصل إلى هذا الحد"، وطلب من مجلس القضاء الأعلى ورئيسه القاضي سهيل عبود إحالة هذه القضيّة وغيرها من القضايا على التفتيش القضائي "باعتبار أنه لا يجوز التلاعب بالقضاء أكثر مما تم التلاعب به في هذه الأيام".

تابعوا آخر أخبار "Radar Scoop" عبر Google News، اضغط هنا