بشرى الخليل والتخريجة الفاشلة.. هل تكون كبش فداء شيعياً؟

2021 -

شباط -

كتبت ريما صيرفي:

تحوّلت المحامية بشرى الخليل الى حديث الساعة بعد أن ألغت المنار استضافتها في برنامج "حديث الساعة" قبل وقت قصير من الحلقة المباشرة مع الزميل عماد مرمل .

حُجبت بشرى عن جمهورها العريض على المنار، بلا تبريرات صدرت عنها أو عن المحطة. وهذا يحصل فقط في حالة المرض المستجد للضيف أو للتعذر التقني. إزاء التعتيم على استبعادها، أشتعلت المواقع الالكترونية والمنصات بتساؤلات واستنكارات وتأويلات وصلت الى حدّ سوق مجموعة اتهامات لجهة سياسية رفيعة. لمَ لا وبشرى الخليل تشكل بالنسبة إلى شريحة كبيرة من اللبنانيين علامة فارقة في البروفيل الشيعي المثقف، وقد قبلت العام الفائت على مضض التراجع عن ترشيحها الى المقعد الشيعي في مجلس الامة، وذلك نزولاً عند تمني السيد حسن نصرالله، من دون أن يعني ذلك عدم نيتها في تكرار الترشح في الانتخابات المقبلة بشكل منفرد وعن المقعد إياه، كونها صلبة العود، متشبثة بقاعدتها الشعبية ولا تلويها العقبات.

يرى جمهور بشرى في منع ظهورها على المنار أمراً مريباً وغير منطقي، خصوصاً انها لا تنكفئ عن التماهي بالخط السياسي الذي تنتهجه المقاومة، ولكنها تشكل بالمقابل صوتاً يجاهر بانتقادات قاسية للرئيس نبيه بري. بشرى الخليل أكنت تتفق مع كل مواقفها ومبادئها أو مع بعضها فقط، فلا يسعك الا أن تحترم هذه المحامية المقدامة والجسورة التي استطاعت بفضل جرأتها الادبية وحججها القانونية تكوين أسس عريضة لها في الشارع اللبناني، والشيعي تحديداً.

ثمة ملاحظات حول تداعيات إلغاء إطلالتها الأخيرة على قناة المنار :

- إذا كان قرار حجبها عن الحلقة مرتبطاً بالادارة دون سواها، فكان من الأفضل أن يقدم عماد مرمل تبريرات وافية ومقنعة للضيفة العزيزة التي هي من أهل البيت. والمطلوب منه كذلك، وبحسب الاصول المهنية واحترام المشاهدين، أن يجد "تخريجة" مناسبة ومقنعة، لان بشرى ليست عادية بل هي شخصية مثيرة للجدل، ومعروفة بتصريحاتها النارية. اما الاحتمال الثاني فهو أن المحطة اضطرت الى تهدئة الذباب الالكتروني الذي كان يشن هجوماً شرساً على بشرى الخليل منذ الاعلان عن مشاركتها في الحلقة وَتقابله ردود بالمثل من الجيش الالكتروني للمحامية. هنا يبرز السؤال عن الجهة السياسية التي ضغطت على أصحاب القرار في المحطة لالغاء استضافة بشرى ببساطة.

هل إذعان المنار لهذا الضغط يصب في مصلحتها كوسيلة إعلامية حريصة على جمهورها، ولا سيما بعد أن تم البارحة حجب محطة mtv عن المناطق الخاضعة لسيطرة الحزب، احتجاجاً على آراء كانت أطلقتها ضده.

لقد بدا واضحاً الكم الهائل من المتضامنين مع بشرى، ممن رفعوا السقف عالياً باتهاماتهم المباشرة على تويتر لجماعة الرئيس نبيه بري تحديداً بأنه وراء الضغط لاستبعاد بشرى الخليل في اللحظات الاخيرة، لأنها لا تتوانى في كل مقابلاتها عن انتقاد مواقف رئيس مجلس النواب السياسية.

المؤسف في الموضوع أن المنار تراجعت عن عرض آراء "ابنة البيت"، مع العلم ان كمّ الافواه بات سياسة فاشلة في الشارع الشيعي اليوم.
على العموم، مهما كانت الذريعة الحقيقية الكامنة وراء إلغاء مشاركة بشرى الخليل في "حديث الساعة" ، فإن المشهد يكاد أن يشبه اباً يضحي بحق ابنته ارضاءً لجاره، وسوف ينعكس ذلك بشكل سلبي جداً على المحطة.

الانظار مسلطة على ما ستقوله المحامية غداً للناس. وهل تحولت الى كبش فداء حفاظاً على روابط الثنائي الشيعي؟

تابعوا آخر أخبار "Radar Scoop" عبر Google News، اضغط هنا