-   ترامب: حققنا إنجازات كبيرة من بينها خفض أسعار الطاقة والمواد الغذائية    -   نتنياهو: كل من يرفع يده علينا سيصاب بضربات ساحقة غير مسبوقة    -   الوكالة الوطنية: الطيران الاسرائيلي المسير يحلق في اجواء الضاحية الجنوبية وعرمون - بشامون وخلدة    -   الوكالة الوطنية: مسيرة تحلق فوق كفرحتى والجوار على علو منخفض    -   رويترز: الولايات المتحدة تقدم للبنان 230 مليون دولار في إطار سعيها لنزع سلاح حزب الله    -   القناة 13 الإسرائيلية: البحرية الإسرائيلية سيطرت على 6 سفن كبيرة من أسطول الصمود    -   الهيئة الاتهامية برئاسة القاضي فادي العريضي تقرر اخلاء سبيل مدير عام الكازينو رولان خوري مقابل كفالة مالية    -   أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني: لا أحد قادر على إزالة البرنامج النووي وسنظل قادرين على حفظ إنجازاتنا    -   إعلام سوري: مقتل شخص جراء استهداف منزله في بلدة التمانعة بريف إدلب الجنوبي من قبل طائرات يعتقد أنها تابعة للتحالف الدولي    -   الشيخ قاسم: لبنان صامد أمام التحديات والتهديدات الأميركية ـ الإسرائيلية    -   رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لـ "المنار": نحن دائما نثق بإرادة المقاومة وبقيادتها الحكيمة والحريصة على لبنان ومستقبله ووحدته وعلى التنوع فيه    -   نتنياهو: هجوم الحوثي على المدن الإسرائيلية سيُقابل بضربة قاسية
الاكثر قراءة

متفرقات

السبب الأول للإنتحار في لبنان

يعاني بيار من مشكلات متواصلة مع خطيبته، وهما في كرّ وفرّ منذ سنوات، يقطعان علاقتهما، ينفصلان لأسباب إقتصادية ولأنه غير قادر على تأمين منزل مستقلّ يأويهما معاً، وفي كلّ مرة يعيدهما الحب الجارف عن قرارهما. إلّا أنّ بيار كان كلّما تركته خطيبته يتناول جرعة كبيرة من أيّ دواء في متناول يده، محاوِلاً الإنتحار، وكانت في كلّ مرة تسلم الجرّة، لغاية الآن.بيار اليوم في العيادة النفسية، طالباً المساعدة، إذ قرّر عدم إنهاء حياته، بل إنهاء المشكلة التي يعاني منها، ويقول: «إما نتمكن من إيجاد حل للمشكلة الإقتصادية وإلّا ننفصل. أنا هنا لأنني لا أتحمّل ألم وعذاب البعد عن حبيبة عمري، أحتاج للمساعدة».

إنتبه بيار بأنّ ما يريده فعلاً هو التخلّص من مشكلة لا يجد منها مخرجاً، وليس التخلّص من حياة وهبها الله له. هو يريد إنهاء معاناة مؤلمة لا يستطيع تحمّل وجعها. لكن ماذا لو سار الجميع على خطاه وطلبوا المساعدة من الأشخاص المختصّين، كي يتمكّنوا من الوصول إلى مرحلة تمكّنهم من السيطرة على الإنفعال، وكذلك تحويل الأفكار السلبية التي تؤدّي إلى الإنتحار إلى إيجابيات لا يستطيعون رؤيتها لشدّة الإستسلام والإنفعال؟

يقرّر أكثر من مليون شخص سنوياً وضع حدّ لحياتهم عبر الإنتحار الإرادي، ينجح منهم حوالى 800 ألف، وينجو الباقون، الذين غالباً ما يعيدون الكرة.

مَن هم الأشخاص الذين يحاولون الإنتحار؟

يحاول إنهاء حياته مَن يعاني من أمراض واضطرابات نفسيّة، تدفعه أعراضها للقيام بالأمر، منها الفصام، اضطراب الشخصية الحدّية، الإكتئاب، فقدان الإهتمام بالأشياء، فقدان الشهية العصابي، وغيرها. الأهم بالنسبة للأشخاص الذين ذكرناهم هو التوجّه إلى عيادات الأطباء والمعالجين النفسيّين، وعلى المحيطين بهم من عائلة وأصدقاء حثّهم على ذلك، ومتابعتهم بعد البدء بالعلاج الدوائي للتأكد أنه ليس هناك أيّ تفاعلات عكسية وغير مرجوّة.

أمّا السبب الرئيس للإنتحار في لبنان فهو الإكتئاب الناتج عن الإضطرابات النفسية، الضغوطات الحياتية المتراكمة التي نتجت عن آثار الصراعات والحروب، والتي ترتبط أيضاً بالأسباب الإقتصادية، العاطفية، من إنفصال أو موت شخص عزيز. كما تلعب الضوابط الإجتماعية دوراً هاماً في التسبّب بالإكتئاب، اضطراب الهوية الجنسية، كما يعاني المثليّون من عدم تقبّل المجتمع لميولهم وبالتالي رفضهم وانتقادهم.

كذلك، يهرب باتجاه الإنتحار مَن كان عرضة لمرض مزمن، أو ناتج عن محرّمات إجتماعية، كالسيدا مثلاً، ومَن تعرّض للتحرّش الجنسي أو الإغتصاب، تخلّصاً من وصمة العار. ويلجأ بعض الأشخاص المسنين للإنتحار بسبب الإكتئاب الناتج عن التقدّم بالعمر وفقدان الأمل والرغبة بالحياة، بالأخص عندما يهملهم الأبناء.

مَن حاول الإنتحار لمرة وفشل، ربما ينجح بمحاولة لاحقة. وقد يرى الآخرون سبب انتحاره تافهاً، إلّا أنّ المهم بالموضوع هو تلك الإشارة التي أعطاها للمحيطين به بأنه منهك، متعب، ولم يعد قادراً على تحمّل المزيد. صحيح أنّ القطوع قد مرّ مرحلياً، لكنّ الوقاية ممّا يتبع أصبحت ضرورية، أي معالجة الدوافع التي أدّت إلى اتّخاذ ذاك القرار.

الحلّ

الحماية من الإنتحار لا تكمن في مراقبة الآخر، والسهر إلى جانبه، فهو لو أراد ذلك لن يوفّر وسيلة، بل في معالجة دوافع السبب الأول لهذه الظاهرة في لبنان، أي الإكتئاب.

للإكتئاب مسبّبات كثيرة، لكن ممّا لا شك فيه أنّ للضغوطات الحياتية والإجتماعية حصة الأسد. لنحاول إذاً العمل على الأساس، أصل المشكلة، فإذا كنا لا نستطيع تغيير الواقع المعاش، علينا أن نعمل على تحصين بنية الأشخاص النفسية، كي يتمكّنوا من التعاطي بمرونة مع الظروف الصعبة التي تواجههم.

كي لا يفيض كوب كلّ منا اكتئاباً وانتحاراً علينا بالدعم النفسي الجماعي، علينا أن نتعلم كيفية التعامل مع الأمور بإيجابية أولاً، وبموضوعية. علينا أن نجيد إدارة التوتّر، تفريغ القلق والخوف، بالإضافة إلى الأهم، ألا وهو المصالحة مع الذات، وكيفية اعتبار الحرية الشخصية أكثر من شعار نتغنّى به. والآخر، أيّاً كان، نحتاج لثقافة تقبله مختلفاً عنّا لوناً وجنساً وديناً ومعتقداً، كي نعرف السلام والراحة.

عندما نتعاطى مع أمورنا بموضوعية، نسمح للمنطق بالظهور، فلا ننجرّ وراء انفعالاتنا بشكل غرائزي، معميي البصيرة، معدومي الخيارات والحلول. أما التركيز على النواحي السلبية للأحداث، فهو يحجب نظرنا عن الإيجابيات الموجودة، كيف لا؟ وقد تعوّدنا على الشكوى، واضعين نصب أعيننا الفشل والخسارة سلفاً؟

للتوتّر والقلق حديث آخر، يطول. تراكمات نجمعها في داخلنا، لسنوات طويلة، نخجل من الإعتراف بها، إلى أن يفيض الكيل، عنفاً زوجياً، جرائم قتل على الطرقات لأسباب لا تُذكر، إغتصاب، إدمان وآفات أخرى كثيرة.

لو تعمقنا بالنظر إلى داخلنا لرأينا كيف أنّ نفوسنا ترشح قلقاً وخوفاً، تنضح منها آثار الحروب، ونحن شهود عليها، بأعيننا أو بأعين أهلنا، كلنا خائفون، غارقون في القلق، في الصدمات النفسية. مَن منا لم يفقد حبيباً على الأقل، أو حتّى عملاً أو رزقاً؟

الحلّ للخلاص من الإكتئاب واحد أوحد، هو الوعي من خلال تحصين الذات، كي نتمكّن من تحمّل ما تحضّره الحياة من مفاجآت قد تكون صعبة وموجعة.

تابعوا آخر أخبار "Radar Scoop" عبر Google News، اضغط هنا

ساسيليا دومط | الجمهورية
2017 - أيلول - 01

شارك هذا الخبر

المزيد من الأخبار

بعد الاعتداء في مستشفى طرابلس… تعليق من وزارة الصحة
بعد الاعتداء في مستشفى طرابلس… تعليق من وزارة الصحة
بعد الحوادث المتكررة للحافلات المدرسية… تعميم لوزيرة التربية
بعد الحوادث المتكررة للحافلات المدرسية… تعميم لوزيرة التربية
نقابة المعلمين تُحذّر: براءات الذمّة المزيفة اعتداء على كرامة الأساتذة
نقابة المعلمين تُحذّر: براءات الذمّة المزيفة اعتداء على كرامة الأساتذة
وزارة الصحّة تُغطّي أغلى العمليات في لبنان
وزارة الصحّة تُغطّي أغلى العمليات في لبنان
وزير الصحة: التحقيق في مياه تنورين أثبت سلامتها بعد المعالجة
وزير الصحة: التحقيق في مياه تنورين أثبت سلامتها بعد المعالجة
كارثة صناعية... جمعية الصناعيين تعترض على اقفال
كارثة صناعية... جمعية الصناعيين تعترض على اقفال 'تنورين'

قرّاء رادار سكوب يتصفّحون الآن

إنقاذ مواطن غرق قبالة شاطئ جبيل... والبحث جارٍ عن آخر!
إنقاذ مواطن غرق قبالة شاطئ جبيل... والبحث جارٍ عن آخر!
الأشغال الشاقة المؤبدة لِمُصنِّع دوائر استخدمت في التفجيرات
الأشغال الشاقة المؤبدة لِمُصنِّع دوائر استخدمت في التفجيرات
ما هي الرسوم والاتعاب التي يستوفيها كاتب العدل؟
ما هي الرسوم والاتعاب التي يستوفيها كاتب العدل؟
الخازن عن الحكومة: تريز مش عم تقبل بقى بالبَوسة!
الخازن عن الحكومة: تريز مش عم تقبل بقى بالبَوسة!
ماذا أعلنت إدارة الكوارث في اتحاد بلديات صور عن أرقام كورونا؟
ماذا أعلنت إدارة الكوارث في اتحاد بلديات صور عن أرقام كورونا؟
قرارات اقتصادية صعبة.. لبنان تحت المجهر الدولي
قرارات اقتصادية صعبة.. لبنان تحت المجهر الدولي

آخر الأخبار على رادار سكوب

جلسة حوارية بين قائد الجيش وطلاب جامعة الروح القدس – الكسليك
جلسة حوارية بين قائد الجيش وطلاب جامعة الروح القدس – الكسليك
مفرزة استقصاء البقاع توقف مطلوباً خطيراً محكوماً بالمؤبد
مفرزة استقصاء البقاع توقف مطلوباً خطيراً محكوماً بالمؤبد
ضبط شحنة مخدرات ضخمة آتية من أوروبا
ضبط شحنة مخدرات ضخمة آتية من أوروبا
توقيف عصابة سرقة درّاجات ومروّجي مخدرات بكمينين لاستقصاء جبل لبنان
توقيف عصابة سرقة درّاجات ومروّجي مخدرات بكمينين لاستقصاء جبل لبنان
جابي كهرباء اختلس أموال الجباية وفرّ
جابي كهرباء اختلس أموال الجباية وفرّ
مفرزة زحلة القضائية توقف مطلوبًا بـ23 ملاحقة قضائية
مفرزة زحلة القضائية توقف مطلوبًا بـ23 ملاحقة قضائية