-   ترامب: حققنا إنجازات كبيرة من بينها خفض أسعار الطاقة والمواد الغذائية    -   نتنياهو: كل من يرفع يده علينا سيصاب بضربات ساحقة غير مسبوقة    -   الوكالة الوطنية: الطيران الاسرائيلي المسير يحلق في اجواء الضاحية الجنوبية وعرمون - بشامون وخلدة    -   الوكالة الوطنية: مسيرة تحلق فوق كفرحتى والجوار على علو منخفض    -   رويترز: الولايات المتحدة تقدم للبنان 230 مليون دولار في إطار سعيها لنزع سلاح حزب الله    -   القناة 13 الإسرائيلية: البحرية الإسرائيلية سيطرت على 6 سفن كبيرة من أسطول الصمود    -   الهيئة الاتهامية برئاسة القاضي فادي العريضي تقرر اخلاء سبيل مدير عام الكازينو رولان خوري مقابل كفالة مالية    -   أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني: لا أحد قادر على إزالة البرنامج النووي وسنظل قادرين على حفظ إنجازاتنا    -   إعلام سوري: مقتل شخص جراء استهداف منزله في بلدة التمانعة بريف إدلب الجنوبي من قبل طائرات يعتقد أنها تابعة للتحالف الدولي    -   الشيخ قاسم: لبنان صامد أمام التحديات والتهديدات الأميركية ـ الإسرائيلية    -   رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لـ "المنار": نحن دائما نثق بإرادة المقاومة وبقيادتها الحكيمة والحريصة على لبنان ومستقبله ووحدته وعلى التنوع فيه    -   نتنياهو: هجوم الحوثي على المدن الإسرائيلية سيُقابل بضربة قاسية
الاكثر قراءة

متفرقات

بين الـ 10 والـ 35… حكاية 'إبريق البنزين'

“تمكّنّا من إدخال الدولة في سوق استيراد المحروقات (البنزين) بنسبة 10% التي رفعناها الى 35% أسوة بالديزل (المازوت). وقد اتخذنا قرار استيراد الغاز المنزلي والخطة جاهزة للاستكمال في المنشآت النفطية…”. بهذه الكلمات، أنهت وزيرة الطاقة السابقة ندى البستاني مسيرتها الوزارية “الطويلة” و”المركّبة”، رامية كرات النار كلّها بيد الوزير الجديد ريمون غجر. فالوزيرة أعلنتها صراحة عندما قالت أثناء التسلّم والتسليم بأنها أدخلت منشآت النفط في طرابلس والزهراني الى سوق استيراد جميع المواد النفطية المكررة بنسبة 35% من دون أن تُبيّن كيف ستحقّق ذلك.

قبل كلّ شيء، دعونا نتطرّق الى هذا الإعلان الخطير الذي مرّ مرور الكرام على مسامع اللبنانيين من دون أن يُعار أي اهتمام. من وجهة نظر قانونية بحتة، فإنّ فرض حصص للاستيراد لمنشآت نفط طرابلس والزهراني من جهة وللشركات المستوردة من جهة ثانية يُشكّل حصراً جزئياً للاستيراد بالدولة، وبالتالي ضرباً واضحاً وصريحاً للقوانين. وبحسب المادة 27 من قانون تحديد مهام وملاكات وزارات الاقتصاد والتجارة والصناعة والنفط، لا يحق للوزارة اتّخاذ القرار بالحصر بما ان صلاحياتها تقتصر على منح الاجازات. كما ان هذه الصلاحية ليست استنسابية بل انها مقيّدة (واذا توافرت شروط منح الاجازة لجهة المواصفات ولجهة صفة مقدم الطلب، يتوجب على الوزارة منح الاجازة).

الى ذلك، يُعتبر حصر الاستيراد بالدولة ولو بنسب معينة مخالفاً للدستور الذي ينص في مقدّمته على ان الاقتصاد اللبناني اقتصاد حرّ لناحية إعطائه أفضلية غير مشروعة للمنشآت على الشركات التي تستورد المشتقات النفطية والتي بدورها تخضع لقانون التجارة.

عن الموضوع يوضح مرجع قانوني انه “اذا اعتبرت الوزارة ان وضع حصص (Quotas) يصبّ في خانة تأمين مخزون استراتيجي (Réserve Stratégique) لتغطية حاجات السوق المحلية في حالات خاصة يدخل ضمن المصلحة العامة، فإنّ هذا التعليل لا يستقيم لتبرير الحصر الجزئي بالمنشآت. وبالفعل، اذا استوردت المنشآت من اجل تأمين هذا المخزون الاستراتيجي فلا ضرورة لمنع الشركات الخاصة من الاستيراد بحرية، لا بل على العكس، فان استيراد الشركات سيأتي بالإضافة الى المخزون الاستراتيجي ويشكل فائضاً لا يمكن الا ان يفيد السوق. من هنا يمكن الجزم بأن هدف الحصر بالمنشآت ليس تأمين مخزون استراتيجي بل السماح للمنشآت بالمتاجرة والمضاربة من دون ان تتمكن الشركات المستوردة من المنافسة وبالتالي تأمين حصة من السوق المحلية للمنشآت وهو ما يُعتبر غريباً تماماً عن المصلحة العامة”.

المنافسة… والمضاربة

بالعودة الى تصريح البستاني، ماذا يعني “إعادة الدولة الى سوق الاستيراد؟” ومن قال ان الدولة تستورد 35% من الديزل وان عليها بالتالي استيراد الكمية عينها من البنزين والغاز؟ لقد فات الوزيرة ان الدولة لم تتوقف يوماً عن استيراد الفيول والمازوت عبر مؤسسة كهرباء لبنان والديزل عبر منشآت طرابلس والزهراني الخاضعة للقانون التجاري وهي للمناسبة ليست 35% بل انها لا تتعدى الـ22% بحسب مصدر مطّلع.

من هنا، ولو أرادت البستاني توسيع عمل المنشآت فكان بالأحرى دعم المنافسة الشفافة من خلال اتاحة مجال المضاربة بين الشركات التجارية والمنشآت على حد سواء بحيث يكون المستفيد الوحيد هو المواطن فيما تستمر الوزارة بإصدار جدول تركيب الأسعار ولكن باعتماد هامش حرّ محدد السقف مع ترك هذا الهامش للشركات الخاصة كما وللمنشآت بالإضافة الى وضع ضوابط لتأمين الحماية للمستهلك من الشراء بسعر اعلى من سقف الهامش. وهنا لا بد من الإشارة الى انه وحتى اليوم تحصل كل المضاربات بين الشركات المستوردة بين بعضها من جهة، وبينها وبين المنشآت من جهة ثانية لتكون الاستفادة حكراً على الموزّعين والمحطات دون المواطن.

من شأن اعتماد جدول تركيب أسعار مع هامش محدّد السقف بـ1000 ليرة (على سبيل المثال) كحد أقصى أن يحمي المستهلك من احتمال أي ارتفاع إضافي بالأسعار، وهو أيضا يفتح باباً للمنافسة النزيهة بين المحطات. وعليه فإن من يخفّض أسعاره تحت الهامش أو حتى تحت اساس السعر او يرفعها ضمن هذا الهامش كحدّ أقصى فهو يحدد حصة مبيعه من السوق لاعتبار ان من يبيع بأقل سعر يستحوذ على حصّة أكبر من السوق.

سُبُل الأفضلية ومخاطرها

من جهته يقول مصدر متخصّص متابع أنه” اذا كانت الطريقة المتّبعة في هذا الأسلوب الملتوي تهدف الى إعطاء أفضلية لمنشآت طرابلس والزهراني على شركات الاستيراد الخاصة العاملة في السوق المحلية، فذلك يكون لأنّ سعر المناقصات التي أجرتها منشآت الدولة أعلى بكثير للصفيحة مقارنة مع السعر الذي تتكلّفه منشآت القطاع الخاص. أما السبب الثاني فيعود الى قيام منشآت طرابلس والزهراني ببيع التجار والمحطات بنسبة 100% بالليرة اللبنانية معتبرة بذلك انه سيكون لها الافضلية في السوق، الامر الذي يمكّنها من رفع حصّتها السوقية والاستحواذ على نسبة أكبر خصوصاً وأن المنشآت الخاصة تبيع موادها وفقاً للآلية التي فرضها مصرف لبنان وهي الـ 15% بالدولار و85% بالليرة قبل أن تصطدم بواقع عدم قدرتها على الاستمرار بهذه الطريقة التي ستؤدي حكماً الى إفلاسها لتعود وتُسعّر كباقي الشركات الخاصة”.

لقد راكم قرار بيع منشآت طرابلس والزهراني مادة البنزين بالليرة بنسبة 100% خسائر فادحة للخزينة العامة خصوصاً وأنه عليها دفع قيمة بدل الاستيراد أي الـ15% بالدولار الأميركي. لذا من الضروريّ الاطّلاع على الحسابات المخفيّة وغير المُعلنة للمنشآت، وهي بعيدة كلّ البعد عن التدقيق والمراقبة والتي تخبّئ خسائرغير مبيّنة للجمهور. وما يُشكّل دليلاً قاطعاً على تسجيل هذه الخسائر العودة عن ذلك القرار والاعلان أنّ المبيع سيكون تماماً كالشركات الخاصة (أي 15% منها بالدولار)علماً أن الوزيرة كانت قد بشّرت اللبنانيين لدى إعلانها عن دخولها سوق الاستيراد أن المواطنين لن يتحملوا أي أعباء اضافية وأنها ستقوم كوزارة معنية بتغطية كامل القيمة بالعملة المحلية. من هنا لا بدّ من التساؤل أنه وبما أنّ منشآت طرابلس والزهراني عادت واعتمدت التسعيرة عينها التي تتبعها الشركات المستوردة، فلماذا دخلت هذا المعترك في هذا الوقت تحديداً ولماذا أفرغت بالتالي محفظة مصرف لبنان وحمّلت الخزينة العامة هدراً إضافيّاً بعدما اشترت البنزين من شركة ZR بسعر أغلى من سعر الشركات الخاصة؟ وهل كان الهدف فقط إقتطاع 10% من السوق ومن ثمّ رفع هذه النسبة بقرار شفهي الى 35%؟”.

في النهاية، لا يمكن الحديث عن منشآت طرابلس والزهراني من دون استذكار الصفقات التجارية ضمنها والتي تخضع لنظام قانوني خاص، فهي من جهة تعمل وفق القانون التجاري، ومن جهة ثانية تخضع لوصاية وزارة الطاقة. الى ذلك فهي موضع عقد طويل الأمد وغامض التفاصيل مع شركة “روسنفت” (Rosneft) الروسية. وبما أن لـ”روسنفت” عقداً سارياً فذلك يعني أن لها حقوقاً “مجهولة” حتى الساعة ومجهول معها بدل ايجار سنوي تتقاضاه الدولة اللبنانية منها.

إن ذلك كلّه يستدعي نقاشاً عميقاً وحقيقياً حول دور الدولة في الاقتصاد. فهل الدولة عميل تجاري أو مهمتها هي وضْع الإطار المؤسساتي المناسب لتأمين مصلحة الاقتصاد والمواطن؟

في النهاية، ستؤدي كلّ هذه المعطيات إلى هروب الاستثمارات والرساميل وخروج الشركات الأجنبية من سوقنا المحلية ونتيجة ذلك تكون الوزارة قد استصدرت “قراراً” جاء كالعادة منفرداً لصالح منفعة خاصة وهو ما يسهّل الطعن به وحتى إبطاله، لنعود بالتالي إلى حكاية “إبريق الزيت” في قضية البنزين، أو بالأحرى حكاية “إبريق البنزين”!

تابعوا آخر أخبار "Radar Scoop" عبر Google News، اضغط هنا

إيفون أنور صعيبي | نداء الوطن
2020 - كانون الثاني - 27

شارك هذا الخبر

المزيد من الأخبار

نقابة المعلمين تُحذّر: براءات الذمّة المزيفة اعتداء على كرامة الأساتذة
نقابة المعلمين تُحذّر: براءات الذمّة المزيفة اعتداء على كرامة الأساتذة
وزارة الصحّة تُغطّي أغلى العمليات في لبنان
وزارة الصحّة تُغطّي أغلى العمليات في لبنان
وزير الصحة: التحقيق في مياه تنورين أثبت سلامتها بعد المعالجة
وزير الصحة: التحقيق في مياه تنورين أثبت سلامتها بعد المعالجة
كارثة صناعية... جمعية الصناعيين تعترض على اقفال
كارثة صناعية... جمعية الصناعيين تعترض على اقفال 'تنورين'
كهرباء لبنان تكشف حجم الضرر بعد الغارات على المصيلح
كهرباء لبنان تكشف حجم الضرر بعد الغارات على المصيلح
الصدي يعرض خطط إصلاح قطاع الكهرباء أمام وفد البنك الأوروبي
الصدي يعرض خطط إصلاح قطاع الكهرباء أمام وفد البنك الأوروبي

قرّاء رادار سكوب يتصفّحون الآن

توقيف سوريّين ولبنانيّ في البقاع
توقيف سوريّين ولبنانيّ في البقاع
عصابة تروّج عملة مزيفة بطريقة احتيالية مُبتكرة
عصابة تروّج عملة مزيفة بطريقة احتيالية مُبتكرة
بالصور: ضبط أطنان من المواد الغذائية والاجبان الفاسدة
بالصور: ضبط أطنان من المواد الغذائية والاجبان الفاسدة
أرسلان: أين التوبة والمغفرة من الغدر الذي لحق بأهلنا؟
أرسلان: أين التوبة والمغفرة من الغدر الذي لحق بأهلنا؟
هل تُطفِئ ولاية عون عامَها الثاني من دون حكومة؟
هل تُطفِئ ولاية عون عامَها الثاني من دون حكومة؟
احذري.. هذا الشيء يدمر حياتك الزوجية!
احذري.. هذا الشيء يدمر حياتك الزوجية!

آخر الأخبار على رادار سكوب

جماعة
جماعة 'المثلث الأسود' تهز لبنان.. أبو إسماعيل: الدولة شرّعت الحزب بـ'الحذاء'!
شعبة المعلومات توقف مروّج مخدّرات في جبل لبنان
شعبة المعلومات توقف مروّج مخدّرات في جبل لبنان
يروّجان المخدّرات على متن درّاجة آلية في مناطق كسروان
يروّجان المخدّرات على متن درّاجة آلية في مناطق كسروان
بعملية نوعية: إحباط تهريب نحو 8 ملايين حبة كبتاغون
بعملية نوعية: إحباط تهريب نحو 8 ملايين حبة كبتاغون
مُنتحل صفة أمنية يُمعِن في السلب والنشل في بيروت وجبل لبنان
مُنتحل صفة أمنية يُمعِن في السلب والنشل في بيروت وجبل لبنان
توقيف 4 مطلوبين في حي السلم والفنار
توقيف 4 مطلوبين في حي السلم والفنار