-   نتنياهو: كل من يرفع يده علينا سيصاب بضربات ساحقة غير مسبوقة    -   الوكالة الوطنية: الطيران الاسرائيلي المسير يحلق في اجواء الضاحية الجنوبية وعرمون - بشامون وخلدة    -   الوكالة الوطنية: مسيرة تحلق فوق كفرحتى والجوار على علو منخفض    -   رويترز: الولايات المتحدة تقدم للبنان 230 مليون دولار في إطار سعيها لنزع سلاح حزب الله    -   القناة 13 الإسرائيلية: البحرية الإسرائيلية سيطرت على 6 سفن كبيرة من أسطول الصمود    -   الهيئة الاتهامية برئاسة القاضي فادي العريضي تقرر اخلاء سبيل مدير عام الكازينو رولان خوري مقابل كفالة مالية    -   أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني: لا أحد قادر على إزالة البرنامج النووي وسنظل قادرين على حفظ إنجازاتنا    -   إعلام سوري: مقتل شخص جراء استهداف منزله في بلدة التمانعة بريف إدلب الجنوبي من قبل طائرات يعتقد أنها تابعة للتحالف الدولي    -   الشيخ قاسم: لبنان صامد أمام التحديات والتهديدات الأميركية ـ الإسرائيلية    -   رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لـ "المنار": نحن دائما نثق بإرادة المقاومة وبقيادتها الحكيمة والحريصة على لبنان ومستقبله ووحدته وعلى التنوع فيه    -   نتنياهو: هجوم الحوثي على المدن الإسرائيلية سيُقابل بضربة قاسية    -   رئاسة الوزراء الإسرائيلية: مصالحنا الأمنية تشمل نزع سلاح الجنوب الغربي السوري والحفاظ على سلامة وأمن الدروز
الاكثر قراءة

أمن وقضاء

ربيع فقيه: الضابط الذي أظهر براعة استثنائية حارب وانتصر.. بصمت

قاوم ربيع فقيه حتى اللحظة الأخيرة. قبل ست سنوات أبلغه الطبيب أنّه لن يعيش أكثر من أربعة أشهر بسبب انتشار السرطان في رئته ورأسه. سأل إن كان عليه وقف التدخين، فكان الجواب: «لا داعي. أنت في المراحل الأخيرة». هزّه الخبر، لكنه تماسك، وراهن طبيبه بأنّه سيعيش أكثر مما توقّع له، وبأنه سيوثّق ذلك بوشمٍ يحفره على صدره لناحية القلب... ولم يخبر أحداً من عائلته باستثناء بعض الأصدقاء المقربين. لكنه، مذذاك، كان دائماً ما يجيب لدى سؤاله عن صحته: «كل يوم أعيشه مكسب، لأن المفروض أنني ميّت من زمان».

كان ذلك عام 2017، بعد أشهر قليلة على تولي ربيع فقيه منصبه الجديد رئيساً لفرع الأمن العسكري في شعبة المعلومات. لم يكن ضابطاً عادياً. عقله الحاضر وجرأته وشجاعته أهّلته ليكون ضمن الحلقة الضيقة في الشعبة، وقد أسندت إليه مهمات معقّدة بعدما أظهر براعة استثنائية في مواجهة الإرهاب.

خدَمَ لسنوات رتيباً في مكتب مكافحة المخدرات المركزي، وعلّق نجمة على كتفه إثر نجاحه في دورة ضباط اختصاص. أولى عملياته النوعية في الشعبة كانت كشف ملابسات عملية تفجير حافلتي ركاب في بلدة عين علق في المتن عام 2007 وتحديد أفراد الخلية الإرهابية التي نفّذت التفجير وتوقيفهم.

عام 2008، دخل الملازم ربيع فقيه إلى اجتماع لعدد من ضباط الشعبة برئاسة العقيد وسام الحسن، وأبلغ المجتمعين: «حددنا مكان المطلوب السعودي محمد السويد في عرمون»، قبل أن يرافق قائد القوة المداهمة الضابط علي جفال في عملية مباغتة أدت إلى اعتقال السويد الذي يعدّ من أخطر قيادات تنظيم «القاعدة» الذين مرّوا في تاريخ لبنان. كما أدت التحقيقات التي تولاها فقيه مع عدد من الضباط إلى كشف مشروع كان يُحضر له لإقامة «إمارة إسلامية» في شمال لبنان. وقد أثبتت صحة ذلك الأحداث التي تتالت بدءاً من مجزرة شارع المئتين في طرابلس وصولاً إلى حرب مخيم نهر البارد وصعود تنظيم «فتح الإسلام».

لم يقبل فقيه أن تُعصب عينا الموقوف السعودي فيصل أكبر من تنظيم «القاعدة» أثناء التحقيق معه. كان أكبر واحداً ممن عُرفوا بـ«مجموعة الـ13» وأوقفوا أواخر عام 2005 ومطلع 2006. محاضر التحقيق مع أفراد المجموعة بيّنت أن أميرها، اللبناني حسن نبعة، كان «أمير تنظيم القاعدة في بلاد الشام»، وعلى صلة مباشرة بأمير التنظيم في العراق، أبو مصعب الزرقاوي. كما أظهرت أنّ المجموعة كانت تُخطط لتنفيذ عمليات إرهابية في لبنان، واعترف أكبر بالمشاركة في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، قبل أن يتراجع عن إفادته، رغم أنّه قدم أدلة خلال استجوابه بمعلومات حول جريمة الاغتيال قبل أربعة أشهر من توصل المحققين إلى معرفتها. التعليمات كان تقضي بعصب عيني الموقوف الخطير، حرصاً على حياة الضباط كي لا يتمّ التعرّف إليه. غير أن الملازم فقيه طلب فكّ العصبة عن عيني الموقوف الذي بادره بالقول: ألست خائفاً من انكشاف وجهك أمامي؟ فأجابه فقيه: لا علاقة للخوف. لا يمكنني الاستماع لشخصٍ يحدّثني من دون أن أنظر في عينيه لأعرف إن كان يكذب أم لا. عندها ردّ أكبر مهدداً: «عندما نخرج ستموت ذبحاً أنت وعائلتك»، فردّ فقيه بهدوء: «لا تُقصّر إن تمكّنت من رقبتي... لن أسامحك إن لم تفعل».

لم يكد ينتهي «عصر الإرهاب» الذي عصف بلبنان لسنوات حتى أعلن ربيع فقيه الحرب على الفساد والمخدرات داخل مؤسسة قوى الأمن. فور توليه رئاسة فرع الأمن العسكري أطلق حملة تطهير أدت إلى توقيف عدد من الضباط ومئات الرتباء والعناصر الفاسدة. ولعب دوراً رئيسياً في ملف مكافحة الفساد القضائي. وهو، مع عدد من الضباط، أمسكوا بطرف الخيط الذي أوصل إلى سماسرة القضاة بعد ترك القاضي منذر ذبيان تاجر المخدرات مهدي المصري استناداً إلى تقرير طبي مزوّر. وقد نجح ربيع في كشف الخدعة (راجع «الأخبار» الأربعاء 13 شباط 2019) ، (راجع «الأخبار» السبت 9 آذار 2019) لتطاول المحاسبة بضعة قضاة، فيما وفّرت المظلة السياسية الحماية للباقين ليُدفن هذا الملف الذي عمل ربيع ورفاقه عليه شهوراً طويلة. شنّ حملة ضد «ضباط المخدرات» بعدما تكشّف له تورط عدد من الضباط في نقل تجار مخدرات عبر الحواجز الأمنية وفي سيارات عسكرية، وتمكن من توقيف أحد أباطرة الكبتاغون في لبنان وسوريا حسن دقّو، وشنّ حملة على تجار المخدرات في الضاحية وتمكن من توقيف معظمهم.

قبل أسابيع، زرته في المستشفى حيث كان يرقد منذ مدة. كان نحيلاً لا يقوى على النهوض. قابلته بعينين دامعتين، فبادلني بابتسامته الساخرة نفسها التي ارتسمت على وجهه الجميل رغم ضعفه. لساعات استرجعنا ذكريات مشتركة. حدّثني عن مرضه بشكل عرضي محاولاً التظاهر بعدم التعب. احتضنته قبل أن أغادر. عرفت أنها المرة الأخيرة التي أراه فيها. لم أقوَ على رؤيته بعدها. كنت أضعف منه. لم أجرؤ على زيارته مع أني وصلت إلى المستشفى عدة مرات، لكني كنت أتراجع. لم أشأ أن تكون له في ذاكرتي صورة رجل هدّه المرض وهزمه. أردته أن يبقى ذلك القوي.

كان ربيع يهتم بالمحيطين به وبأصدقائه وأفراد عائلته. رتّب ملفاته، وأنجز ما يتوجّب عليه تجاه الجميع. كان يعيش حياته بحبّ كما لو أنه سيبقى حيّاً إلى الأبد. واتخذ كل ما يلزم ليرحل بهدوء، كما لو أنه كان يعلم أن المرض الخبيث سيعود ويتمكّن منه ولو بعدَ حين.
أمس، رحل المقدم ربيع فقيه، الضابط الشجاع واللامع، من دون أن يهتم بأن يعرف أحد ما أنجزه في عمله الأمني. على مدى 17 عاماً، لم يطلب مكافأة من أحد، ولم ينسب لنفسه ما قام به، ولم يوضح لأحد بأن الكثير مما يُنسب لغيره، أحياء وأمواتاً، إنما يحمل توقيع ربيع فقيه.

تابعوا آخر أخبار "Radar Scoop" عبر Google News، اضغط هنا

رضوان مرتضى | الأخبار
2022 - تشرين الأول - 03

شارك هذا الخبر

المزيد من الأخبار

شعبة المعلومات توقف أفراد عصابة نصب واحتيال
شعبة المعلومات توقف أفراد عصابة نصب واحتيال
العثور على جثة مواطنة داخل منزلها في الكنيسة - سهل عكار
العثور على جثة مواطنة داخل منزلها في الكنيسة - سهل عكار
قوى الأمن تكشف عن كيفية تسريب جوازات الوفد السوري
قوى الأمن تكشف عن كيفية تسريب جوازات الوفد السوري
أمن الدولة يوقف شخصًا للاشتباه بتواصله مع إسرائيل
أمن الدولة يوقف شخصًا للاشتباه بتواصله مع إسرائيل
مسيّرات إسرائيلية على علو منخفض فوق بيروت والضاحية والجنوب
مسيّرات إسرائيلية على علو منخفض فوق بيروت والضاحية والجنوب
سرقة بقيمة 250 ألف دولار في الشوف
سرقة بقيمة 250 ألف دولار في الشوف

قرّاء رادار سكوب يتصفّحون الآن

تكنولوجيا جديدة تشتم رائحة المرض!
تكنولوجيا جديدة تشتم رائحة المرض!
مستشفى ابو جودة بحاجة الى دم من فئة +A
مستشفى ابو جودة بحاجة الى دم من فئة +A
مرشح
مرشح 'يوتّر' حزب الله في بعلبك - الهرمل
هذا ما سيقترحه الرئيس عون اليوم بالنسبة للسلسلة
هذا ما سيقترحه الرئيس عون اليوم بالنسبة للسلسلة
فيروس كورونا يضرب وزارة المالية في العدلية
فيروس كورونا يضرب وزارة المالية في العدلية
إنحرفت سيارتها عن مسارها واصطدمت بعامود للإنارة
إنحرفت سيارتها عن مسارها واصطدمت بعامود للإنارة

آخر الأخبار على رادار سكوب

محاولة تهريب هواتف داخل علب دخان إلى السجن
محاولة تهريب هواتف داخل علب دخان إلى السجن
توقيف طبيب وهمي وشريكه وضبط أدوية مهربة
توقيف طبيب وهمي وشريكه وضبط أدوية مهربة
أقدم على أعمال سرقة من إحدى الوزارات!
أقدم على أعمال سرقة من إحدى الوزارات!
سرقت حوالي 90 ألف دولار أميركي من مكان عملها
سرقت حوالي 90 ألف دولار أميركي من مكان عملها
كمين محكم يوقع بمروّجَي مخدّرات
كمين محكم يوقع بمروّجَي مخدّرات
الجيش اللبناني يوقف مواطنَين لتعاطي المخدرات وإطلاق النار
الجيش اللبناني يوقف مواطنَين لتعاطي المخدرات وإطلاق النار