يعمل رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل مسنودا بدعم الأب الروحي رئيس الجمهورية ميشال عون على تعزيز نفوذه سياسيا، والسعي للتحكم في مفاصل الدولة من قضاء وجيش وأجهزة أمنية، دون أن يقيم وزنا للتوازنات القائمة في البلد، الأمر الذي يثير "الحلفاء" و"الخصوم" على السواء.
وبالتوازي مع ذلك يسعى باسيل الذي يتولى منصب وزير الخارجية في حكومة سعد الحريري لكسب الرأي العام المحلي من خلال خطاباته الشعبوية واتخاذ مواقف وإجراءات تحرج الأطراف المقابلة كطرحه في آخر لحظة لورقة اقتصادية على مجلس الوزراء الذي كان على قاب قوسين من المصادقة على موازنة العام 2019، ليجد المجلس نفسه مضطرا لتأجيلها لمناقشة بنود تلك الورقة.
وبدا أن باسيل بخطوته تلك سعى لضرب عصفورين بحجر واحد فمن جهة أراد إظهار أن له دورا مؤثرا لا يمكن للقوى المشكلة للحكومة تجاوزه، ومن جهة ثانية أراد الإيحاء للشارع بعدم تحمله مسؤولية الموازنة بصيغتها الحالية التي تتضمن إجراءات تقشفية مؤلمة فرضتها الأزمة الاقتصادية التي تتخبط فيها البلاد، والإصلاحات المؤلمة التي تطالب بها الدول المانحة.
وتقول أوساط سياسية إن السياسة التي ينتهجها باسيل باتت مدعاة قلق بالنسبة لحزب الله الذي لم يعد ينظر للتيار الوطني الحر كحليف بقدر ما هو منافس يحاول ابتلاع الجميع، وأنه حان الوقت للجمه.
وتشير هذه الأوساط إلى أن هذا ما يفسر تصاعد الانتقادات من القوى المحسوبة على حزب الله ضد باسيل، وتركيز وسائل إعلام مقربة من الحزب على تحركات الأخير.
تابعوا آخر أخبار "Radar Scoop" عبر Google News،
اضغط هنا