-   نتنياهو: كل من يرفع يده علينا سيصاب بضربات ساحقة غير مسبوقة    -   الوكالة الوطنية: الطيران الاسرائيلي المسير يحلق في اجواء الضاحية الجنوبية وعرمون - بشامون وخلدة    -   الوكالة الوطنية: مسيرة تحلق فوق كفرحتى والجوار على علو منخفض    -   رويترز: الولايات المتحدة تقدم للبنان 230 مليون دولار في إطار سعيها لنزع سلاح حزب الله    -   القناة 13 الإسرائيلية: البحرية الإسرائيلية سيطرت على 6 سفن كبيرة من أسطول الصمود    -   الهيئة الاتهامية برئاسة القاضي فادي العريضي تقرر اخلاء سبيل مدير عام الكازينو رولان خوري مقابل كفالة مالية    -   أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني: لا أحد قادر على إزالة البرنامج النووي وسنظل قادرين على حفظ إنجازاتنا    -   إعلام سوري: مقتل شخص جراء استهداف منزله في بلدة التمانعة بريف إدلب الجنوبي من قبل طائرات يعتقد أنها تابعة للتحالف الدولي    -   الشيخ قاسم: لبنان صامد أمام التحديات والتهديدات الأميركية ـ الإسرائيلية    -   رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لـ "المنار": نحن دائما نثق بإرادة المقاومة وبقيادتها الحكيمة والحريصة على لبنان ومستقبله ووحدته وعلى التنوع فيه    -   نتنياهو: هجوم الحوثي على المدن الإسرائيلية سيُقابل بضربة قاسية    -   رئاسة الوزراء الإسرائيلية: مصالحنا الأمنية تشمل نزع سلاح الجنوب الغربي السوري والحفاظ على سلامة وأمن الدروز
الاكثر قراءة

خاص رادار سكوب

المواطنة اللبنانية والقوت اليومي: استعادة الثقة في دولة 'لبنان الجميع وللجميع'

المحامية رانيا إيليا نصرة - رادار سكوب:

لبنان، شاهد حي ومثال يحتذى به على ما يمكن أن تأتيه ويلات الاختلافات الثقافية والعقائدية والدينية من تغييرات حادة في الهوية الانتمائية لمكوناته. لا يختلف اثنان اننا جميعنا وعلى اختلاف مشاربنا الطائفية قد صلبنا بالتواتر فوق خشبة صليب هذا الوطن لبنان ويبدو انها مرحلة محسوبة علينا في علم الاقدار للعبور نحو المشروع الخلاصي المتجلي بصيرورتنا ابناء المواطنة اللبنانية الجامعة. بالفعل، آخر المنصهرين بمعمودية نار الطائفية السياسية او السياسية الطائفية الحارقة هم اهلنا من الطائفة الشيعية الكريمة وقد عانوا ما عانوه من الاستثمار في حصادهم وارواحهم وايامهم فداء للزعيم ومآربه واحلامه الممكنة والغير ممكنة المحسوبة والغير محسوبة المدفوعة سلفا بالدم والولد وولد الولد دون قيد او شرط او أفق.

بعيدا عن الحسابات التي يطالعنا بها الفكر المقاوم اليميني حول مناهجه لدعم القضايا الكبرى ومنها مؤازرة قضية فلسطين والتصدي ضد الاحتلال الصهيوني، والذي نتفق معه بصورة حاسمة ونهائية بشأن توصيف اسرئيل بانها حاليا دولة "عدوة"، فلقد جاء الوقت للتداوي والعبور من انتماء هوية الفرد من الحزبية الطائفية المقاومة الى المواطنة المقاومة الوطنية الشاملة. هذا لا يحصل الا من خلال التحول النفسي الفردي مصحوب بارادة وطنية وصحوة تنسحب على كافة مكونات المجتمع اللبناني بتقبل الاختبار الحارق الذي انصهر فيه اخاه في المواطنة نتاج عوامل عديدة مورست عليه قسرا، مع العلم ان مسؤولية بعض هذه العوامل تتحملها بالتضامن كافة مكونات المجتمع اللبناني ولو بحصص متفاوتة، مردها الاساسي الى شعور البعض بالخذلان والبعض الآخر بالتخوين وحاجة البعض الآخر الى التقوقع والتصلب في موقف الدفاع المستمر عن الوجود.

ان التحول النفسي المطلوب لدى كافة الشرائح اللبنانية هو الانتقال من الهوية الممأسسة الخفية في داخل الاغلبية الساحقة منا النابعة عن الخوف من الترحيل او الذوبان والتي تنعكس حكما بغلبة "الانتماء القسري" الى طائفتنا ومنطقتنا فنصبح مقيدين بمصلحة الحزب او الزعيم الطائفي او البلدية المحسوبة على الحزب السياسي الطائفي الذي يحمي ويحقق مصالحنا ويعزز حقوقنا المفقودة في المواطنة الجامعة. وبالفعل، خلقت هذه الديناميكيات إحساسًا بالاعتماد على هذه القوى، عزّز من تهميش اضافي لدور الدولة كمؤسسة حاضنة للجميع غير صادر في الحالة تلك مباشرة بفعل الدولة تجاه رعيتها بل بفعل فاعل عن الاحزاب السياسية الطائفية تجاه الدولة بصورة غير مباشرة.
عوامل عديدة قد تحقق الصحوة الوطنية والتحول النفسي المطلوبين.

يعتبر دستور الطائف بمثابة حاجز حاد يعيق التحولات المطلوبة فهو يعزز الطائفية، ويمنع بناء هوية وطنية موحدة ويقوض الشعور بالمواطنة. تعديلات دستورية فورية واجبة التحقق من ضمنها إلغاء مبدأ "التوازن الطائفي" في المؤسسات الحكومية وتعزيز استقلالية القضاء وتقوية آليات مكافحة الفساد لضمان أن تتبع القرارات السياسية مصالح المواطنين وليس الطوائف.

عامل آخر يشكل تحديا قويا امام تعاظم الاحساس في غلبة الانتماء الحزبي الطائفي على الانتماء الوطني اللبناني ، يكمن في القوانين المذهبية اللبنانية المتعددة التي هي على تماس مع قضايا الاحوال الشخصية وحقوق العائلة والمرأة والطفل. ان غياب قانون مدني موحد تخضع اليه هذه القضايا ، يساهم في ارساء مجتمعات هشة ومغلقة داخل المجتمع اللبناني هي فعليا اداة يسهل التحكم بشؤونها ومصائرها من قبل الزعيم السياسي الطائفي والاحزاب الطائفية. كيف؟ من خلال الهيمنة المباشرة التي يمارسها الزعيم الطائفي وحزبه السياسي على القيادات المباشرة مع الرعية كمجالس البلديات والمخاتير ورجالات الدين ومؤسسات وجمعيات المجتمع المدني، والتحكم الشديد بقدرة هؤلاء على تطويع الاهالي داخل الرعية قياسا على نسبة خضوعهم وخنوعهم لأوامر هذا الزعيم وحزبه السياسي.

عامل اضافي لا يقل أهمية عما سبقه يكمن في دور الاعلام اللبناني. فعلى الرغم من حداثة هذا الاعلام المتجلية بقدرته على التعبير بحرية بشكل عام، الا انه لا يستثمرحقيقة هذه الحرية لقيادة حملات وطنية تستهدف تصويب وصقل الاحساس بالانتماء الى هوية المواطنة اللبنانية الجامعة. صحيح ان الاعلام اللبناني لطالما تبنى قضايا المرأة والطفل والحريات غير انه يعتبر "مقصّر" اليوم في قيادة القضية الاولى للشعب اللبناني بكافة اطيافه وهي قضية المواطنة اللبنانية الجامعة تحت شعار وراية "لبنان الجميع وللجميع". هذا الشعار، يجب ان يتجسد من خلال التزام المحطات الاعلامية المرئية والمكتوبة والمسموعة وبصورة ممنهجة لتنسيق حملات تكسر التشوهات الخلقية التي ارستها النمطيات السياسية المريضة في اذهان مكون اجتماعي لصورة مكون اجتماعي آخر ضمن المجتمع اللبناني الكبير. الحملات تلك يجب ان لا تكون عبثية وفوضوية بل يجب ان تنبع عن دراسة معمقة للقضايا والعقد الاكثر تأثيرا في ذهنية ووجدان كل مكون لبناني ليتم معالجتها ومداواتها تمهيدا امام العبور الى قلب وعقل وروح واحدة ينبض بها كل لبناني وهي هوية المواطنة اللبنانية الخارقة للمناطق والاديان.

من هذا المنظور، آن الاوان لبناء هوية لبنانية وطنية تعزز من عملية الشفاء الاجتماعي وتجاوز الصراعات الطائفية والسياسية، وتخلق مناخًا نفسيًا واجتماعيًا يسمح بتجميع القوى الوطنية بعيدًا عن الانقسامات.

"صار الوقت" ليجمعنا شعار "لبنان الجميع وللجميع" !

تابعوا آخر أخبار "Radar Scoop" عبر Google News، اضغط هنا

المحامية رانيا إيليا نصرة | رادار سكوب
2025 - آذار - 23

شارك هذا الخبر

المزيد من الأخبار

لبنان الآن: إلى محاسبة حقيقية وإصلاح شامل
لبنان الآن: إلى محاسبة حقيقية وإصلاح شامل
المواطنة اللبنانية والقوت اليومي: استعادة الثقة في دولة
المواطنة اللبنانية والقوت اليومي: استعادة الثقة في دولة 'لبنان الجميع وللجميع'
النضال النسوي والمارقون: رحلة المرأة اللبنانية في مواجهة التحديات وتحقيق الذات
النضال النسوي والمارقون: رحلة المرأة اللبنانية في مواجهة التحديات وتحقيق الذات
الطائفية، مفهوم العمالة، والقضية الفلسطينية: الشعرة التي تقصم ظهر اللبنانيين
الطائفية، مفهوم العمالة، والقضية الفلسطينية: الشعرة التي تقصم ظهر اللبنانيين
لبنان وجهة استثمارية واعدة وسط الإصلاحات السياسية والقانونية
لبنان وجهة استثمارية واعدة وسط الإصلاحات السياسية والقانونية
مأوى أم سجن؟ الأسر النازحة في مواجهة الواقع المرير
مأوى أم سجن؟ الأسر النازحة في مواجهة الواقع المرير

قرّاء رادار سكوب يتصفّحون الآن

سنضرب بيروت... كاتس يهدّد لبنان!
سنضرب بيروت... كاتس يهدّد لبنان!
الخارجيّة الأميركيّة تعلّق على إستقدام الوقود الإيراني إلى لبنان
الخارجيّة الأميركيّة تعلّق على إستقدام الوقود الإيراني إلى لبنان
تهديد بزيادة ساعات تقنين الكهرباء!
تهديد بزيادة ساعات تقنين الكهرباء!
حصيلة الغارات الإسرائيلية خلال الـ 24 ساعة الماضية
حصيلة الغارات الإسرائيلية خلال الـ 24 ساعة الماضية
بالصور: توقيف سورية تقوم بتأمين مستندات أجنبية مزوّرة
بالصور: توقيف سورية تقوم بتأمين مستندات أجنبية مزوّرة
ضبط كميات من الدخان والمعسل مهربة تحت الخضار
ضبط كميات من الدخان والمعسل مهربة تحت الخضار

آخر الأخبار على رادار سكوب

'الجيش' يوقف مطلوبًا خطيرًا في الشراونة
سنضرب بيروت... كاتس يهدّد لبنان!
سنضرب بيروت... كاتس يهدّد لبنان!
نتنياهو يعقد اجتماعاً بشأن لبنان... إعلام عبري: إسرائيل تدرس تكثيف هجماتها
نتنياهو يعقد اجتماعاً بشأن لبنان... إعلام عبري: إسرائيل تدرس تكثيف هجماتها
جريمة مروّعة في الوزاني... شابة تُقتل طعنًا بسكين داخل منزلها
جريمة مروّعة في الوزاني... شابة تُقتل طعنًا بسكين داخل منزلها
من التزوير إلى السرقة... شعبة المعلومات تُطيح بمزوّرٍ في جدرا
من التزوير إلى السرقة... شعبة المعلومات تُطيح بمزوّرٍ في جدرا
توقيف المعتدين على سائق رافعة وعنصر بلدي
توقيف المعتدين على سائق رافعة وعنصر بلدي