-   الجيش الإسرائيلي: مقتل ضابطين برتبة رائد وإصابة ثالث بجروح خطيرة وسط قطاع غزة أمس    -   توقيف سوريين، أحدهما ناطور سابق في المبنى، سرقا منزل سيدة في خلدة وضبط مسروقات بقيمة 24 ألف دولار    -   أوجيرو: اضطرابات في الوصول إلى بعض المواقع و الخدمات الإلكترونية    -   توقف مباراة الرياضي والحكمة قبل نهاية الشوط الثاني من نصف نهائي بطولة "وصل" - غرب آسيا لكرة السلة بسب احتكاك بين جمهور الرياضي وعدد من أعضاء نادي الحكمة    -   الجيش يعلن توقيف ١٠ أشخاص في مناطق مختلفة ضمن إطار التدابير الأمنية    -   الملك الأردني: الأردن لن يكون ساحة معركة لأي جهة    -   الجيش الأردني: مستمرّون في تنفيذ دوريات وطلعات جوية مكثفّة في سماء المملكة لحماية مجالنا الجوي    -   وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت متوعدا إيران: إسرائيل تعرف كيف تضرب عدوها    -    الجيش الإسرائيلي يدعي أنه قضى على قائد الوحدة الصاروخيّة في القطاع الغربي لقوة الرضوان التابعة لحزب الله    -   شركة "فلاي دبي" للطيران تعلّق كل الرحلات المغادرة من دبي حتى صباح الأربعاء بسبب الطقس السيء    -   "الوكالة الوطنية": أغار الطيران الحربي الإسرائيلي على منزل في بلدة ياطر مما أدى الى تدميره بالكامل دون وقوع إصابات    -   رئيس مجلس النواب نبيه بري ردا على النائب باسيل: جبران "في كتابه" يريد أن يفصل جبهة الجنوب عن غزة "وهيدي ما بتزبطش"
الاكثر قراءة

مختارات

سياسةُ هزِّ الشجرة وعدمِ قَطفِ الثمَرة

تُشبِه الولاياتُ المتّحدةُ الأميركيّة مع دونالد ترامب رجلاً يَـهُـزُّ الشجرةَ من دون أن يَقطِفَ ثمارَها، فيأتي آخَرون ويَجدونَها قد سَقطت أرضاً فيَجمَعونها. وبعد أيّامٍ يعود الرجلُ يطالِب بحِصّتِه فيجدُهم أكلوها، فـيَدعُهم ويذهب يَــهُـزُّ شجرةً أخرى.

يَطعَن الرئيسُ ترامب بالاتّفاقِ النوويّ مع إيران ولا يُلغيه. يَطرح إعادةَ النظر في صلاحيّاتِ القوّاتِ الدوليّة في جنوبِ لبنان ثم يُــقِـرُّ التمديدَ من دون تعديل. يَدعَم الجيشَ اللبنانيَّ بالسلاحِ ويَترك الدولةَ اللبنانيّةَ تَـعبُر إلى المحورِ السوريّ - الإيرانيّ. يُحضِّر عقوباتٍ جديدةً على حزب الله ويَعرِف سلفاً أنَّ العقوباتَ دون التأثيرِ المنتظَر.

يتوسّطُ بين السعوديّةِ وقطر وسُرعان ما يقِف في منتصَفِ الطريق. يشُنّ حرباً على داعش فيُسرِعُ النظامُ السوريّ وإيرانُ وينتشران مكانَه. يشجِّعُ الأكرادَ على إقامةِ حكمٍ ذاتيّ ويدعوهم إلى تأجيلِ الاستقلال. يَرفع الصوتَ بوجهِ روسيا ولا يَحُدُّ من توسّعِها في أوروبا والشرقِ الأوسط.

مثلُ هذه المواقفِ المتعاكِسةِ لا نَجِدُها لدى روسيا وإيران. إنّهما أكثرُ تماسُكاً. إن دلَّ هذا السلوكُ المتناقضُ على شيء، فعلى أن إدارةَ ترامب مربَكةٌ، وإن كانت مصمِّمةً على تركِ بصماتِها في الشرق الأوسط. من جِهةٍ، لا يريد ترامب مواصلةَ سياسةِ أوباما المسالِمة، ومن جهةٍ أخرى لا يريد العودةَ إلى سياسةِ بوش العسكريّة.

وفيما تملِك وزارةُ الدفاع الأميركيّة كلَّ الخِططِ العسكريّة للتدخّل هنا وفي أيِّ مِنطقة من العالم، القرارُ السياسيُّ غائبٌ لأن الإدارةَ الأميركيّةَ لا تُحبّذ التورّطَ في معركة، ولو رابحةٍ، من دون أنْ يكونَ ذلك جُزءًا من استراتيجيّةٍ جديدة.

لكن، أنّى للرئيسِ ترامب أن يُحدِّدَ استراتيجيّتَه المختلِفةَ عن سلفَـيْه، وفريقُ عملِه لم يَستقِر بعد: استقالاتٌ من البيت الأبيض وإقالاتٌ من الحكومة وخلافاتٌ بين الإدارات وهبوطٌ في استطلاعاتِ الرأي.

متعـثّـرةٌ، السياسةُ الأميركية الحاليّةُ في لبنانَ وسائرِ المشرق. هناك فارقٌ كبير بين "الموقِف السياسيّ" و"القرارِ الاستراتيجيّ". الأوّلُ هو تصريفُ أعمالِ العَلاقاتِ الدوليّة العاديّة، والآخَرُ هو رسمُ هذه العلاقاتِ على أسسٍ رؤيويّـةٍ وتحويلُها خِطّـةَ عملٍ متكاملة.

بعد فشلِها في العراق وانسحابِها سنتي 2010/11، تَتصرّف واشنطن في المِنطقة من دون مرجعـيّـةٍ استراتيجـيّـةٍ واضحةٍ، فتَلجأ إلى التقديرِ الآنيِّ والتدبيرِ الموضِعي: تُصرِّفُ أعمالَها. تَضمَن نفطَها. تُراقب الأزَمات. تَترقَّبُ الفرَص.

تَشُنُّ غارات رشيقةً. تُصوِّب المسارَ حيناً وتَـحْـرِفُـه حيناً آخر. تَرصُد أخصامَها أحياناً وتقوِّيهم سهواً. تُـطَمْئنُ أصدقاءَها وتُخلِفهم عَرَضاً. تَنحاز نحو قضيّةٍ ثمّ تنأى عنها فجأة. تَعِدُ وتَضيعُ بين الوعود. تُـغـيّر لائحةَ أولويّاتِها حسَبَ الحالاتِ الطارئة. تَعتبر العَلاقاتِ الديبلوماسيّـةَ علاقاتٍ عامةً فيما هي فنُّ إدارةِ شؤونِ الإنسانيّة سلميًّا.

ولولا ثباتُ البِنتاغون على عَلاقاتِه العسكريّـةِ مع الجيوشِ الحليفةِ والصديقةِ في المِنطقة لتراجعَ النفوذُ الأميركيُّ رغمَ الانتشارِ العسكريِّ الأميركيّ. إنَّ ربعَ مليون جُنديٍّ أميركيٍّ منتشِرٌ بشكلٍ دائمٍ حول العالم في 156 بلداً وعلى 737 قاعدةً عسكريّـةً بما فيها سبعُ قواعدَ عسكريّـةٍ جَنوبيّ سوريا؟

بمنأى عن تقييمنا إيّاها، آخِرُ استراتيجيّةٍ أميركيّةٍ متكاملةٍ تعود إلى عهدِ جورج بوش الابن و"المحافظين الجدد". مِن بعدِها اتّبعَ خلفُه باراك أوباما سياسةً تصحيحيّـةً وانكفائـيّـةً. فرأيناه يَنسحب من العراق ويَتخبّطُ في سوريا ويَرتبك في اليمن. يُهادِن إيران فلا تكتفي، ويُــغضِب السعوديّـةَ فـتَصبُر. يَتقدّمُ خَطوةً ويَتباطأ خَطوات.

يَسحَب قوّاتِه من بغداد يوماً ويُعيد بعضَها إلى المُوصل والفَلّوجَة في فترةٍ لاحقة. يُحدِّد ساعةَ الصِفرِ لحربٍ ضِدَّ سوريا سنةَ 2013 ثم يتراجع عنها قبل دقائق. يُـقرِّر سحبَ قواتّه من أفغانستان ثمّ يَتريّثُ إلى أنْ يُرسلَ قوّاتٍ إضافـيّـةً سنةَ 2016.

بين عسكَرتاريّةِ بوش وميوعةِ أوباما ومزاجـيّـةِ ترامب، فَقدَ الدورُ الأميركيّ توازنَه وتَراجع دورُ حلفاء واشنطن في المِنطقة. لا شيءَ يُـبرِّر هذا الاضطرابَ الأميركيّ، ولا منطقَ يُعلِّل أنْ يكونَ تَحكُّمُ أميركا بمسارِ الأحداثِ دون مستوى قـوَّتِها.

فروسيا تعطي الانطباعَ بأنّها مساويةٌ لأميركا وبأنها تُدير لعبةَ الشَطرنج، في حين لا تَملِك خارجَ أراضيها سوى عشرِ قواعدَ عسكريّـةٍ موزّعةٍ على تسعةِ بلدانٍ، بما فيها سوريا. إنّه مَثلُ "الأرنبِ والسُلحفاة" في قِصَصِ "جان دو لا فونتان": تَظنُّ واشنطن أن تفوّقَها العسكريّ يَسمح لها بتغييرِ مسارِ الأحداث ساعةَ تشاء، فتَستخِفُّ بأعدائها.

ولمّا تُـقرّر أن تَستلحِقَ نفسَها وتَلحَقَ بالسُلحفاة، تصبح الكُلفةُ باهظةً فتختار حينئذ التسوياتِ أو التراجعَ على حسابِ حلفائِها. فائضُ قوّةِ أميركا هو ضُعفُها بينما محدوديّـةُ قوّةِ أخصامِها هي قوّتُهم. توزّع واشنطن اهتماماتِها على ألفِ قضيّةٍ من دون أن تَحسِمَ واحِدة.

المشكلةُ أنَّ ساعةَ واشنطن متأخرةٌ عن ساعةِ الشرق الأوسط، وحين يَـجهَزُ المحـرِّكُ الأميركيّ هناك، يكون الوقتُ فات هنا: ضَرب من ضرَب وهَرب من هرَب. وواضحٌ أنَّ أعداءَ واشنطن ومُنافِسيها يستغِلّون هذا "الفارِقَ الزمنيَّ الضائع" ليعزّزوا مواقعَهم غيرَ عابئين بردِّ فعلٍ أميركيّ جِدّي.

يَعرِف ترامب ما لا يريد لكنه لا يَعرف ما يريد، ومع اكتشافِه التدريجيِّ لما يريد لا يَعرف بعد كيف يُحقِّــقُه، فيما الوقتُ يعمل ضِدَّه داخليًّا وخارجيًّا، وقد لا يَسمحُ له بوضعِ استراتيجيّةٍ عمليّةٍ للشرقِ الأوسط خارجَ العموميّات.

ولأنّه بالمقابل، على عجلةٍ مِن أمره، الخوفُ أن تَـجُـرَّ التطوّراتُ المَيدانيّة والمصالحُ المتناقِضةُ لدولِ المِنطقة الولاياتِ المتّحدةَ إلى تدخّلٍ عسكريٍّ فُجائيّ، مباشَرٍ في مكانٍ وبالتكليفِ في مكانِ آخَر إنقاذاً لوضع معيَّن لا إرساءً لاستراتيجيّةٍ جديدة. وأخطرُ السيناريوهات أن يَـجُــرَّ الأمرُ الواقع دولةً كبرى إلى حربٍ، فتدفع الشعوبُ الصغيرةُ الثمن.

تجاه الأخطارِ الكبرى، ما رأيُ رئيسِ الجمهوريّةِ اللبنانيّةِ بأن يدعو - وهو أحقُّ من غيرِه بالاستدعاء - القادةَ اللبنانيّين إلى اجتماعٍ استثنائيّ في بعبدا علّه يَنتزعُ منهم التزاماً بتحييدِ الساحةِ الداخليّة وتحصينِها ووقفِ استدراجِ الحروب إلى دارِنا؟ وإذا كانت دعوةُ الجميعِ دونَها عقبات، فلقاءٌ بينه وبين حسن نصرالله يُـغني عن اللقاءِ الموسَّع طالما أن حزب الله هو المعنيُّ بإزالةِ إسرائيل من الوجود.

تابعوا آخر أخبار "Radar Scoop" عبر Google News، اضغط هنا

سجعان قزي | الجمهورية
2017 - تشرين الأول - 02

شارك هذا الخبر

المزيد من الأخبار

معطيات جديدة عن حادثة الغرق في طرابلس!
معطيات جديدة عن حادثة الغرق في طرابلس!
داحس والغبراء بين القضاء والمصارف..!
داحس والغبراء بين القضاء والمصارف..!
هل تتجاوز الحكومة قطوع البيطار..؟
هل تتجاوز الحكومة قطوع البيطار..؟
البنك الدولي أكثر اهتماماً من الدولة اللبنانية بإعادة بناء مرفأ بيروت؟!
البنك الدولي أكثر اهتماماً من الدولة اللبنانية بإعادة بناء مرفأ بيروت؟!
حمير تركيا المتقاعدة على موائد اللبنانيين قاعدة
حمير تركيا المتقاعدة على موائد اللبنانيين قاعدة
التخبط مستمر في غياب المعالجات السياسية!
التخبط مستمر في غياب المعالجات السياسية!

قرّاء رادار سكوب يتصفّحون الآن

لبنان يتخطى خمسة آلاف إصابة بكورونا
لبنان يتخطى خمسة آلاف إصابة بكورونا
طبيب تحرش بمريضة ظنا منه أنها لا تزال تحت تأثير المخدر
طبيب تحرش بمريضة ظنا منه أنها لا تزال تحت تأثير المخدر
إعرَف الأشخاص من حركاتهم!
إعرَف الأشخاص من حركاتهم!
بالفيديو: تعرضت لتحرش جنسي في المصعد خلفياته مش بسيطة!
بالفيديو: تعرضت لتحرش جنسي في المصعد خلفياته مش بسيطة!
مخابرات الجيش تطارد سيارات.. هذه التفاصيل
مخابرات الجيش تطارد سيارات.. هذه التفاصيل
بالفيديو: احراق مصرف في منطقة الظريف
بالفيديو: احراق مصرف في منطقة الظريف

آخر الأخبار على رادار سكوب

توقيف مروّج مخدرات في صيدا ومحيطها
توقيف مروّج مخدرات في صيدا ومحيطها
معلومات جديدة عن عصابة
معلومات جديدة عن عصابة 'التيك توك'... إرتفاع عدد الموقوفين وهذه أسماؤهم
إحباط تهريب 40 كلغ من حشيشة الكيف داخل
إحباط تهريب 40 كلغ من حشيشة الكيف داخل 'بيانو' في مطار بيروت!
قوى الأمن تكشف تفاصيل توقيف عصابة الابتزاز والاعتداء عبر تيك توك
قوى الأمن تكشف تفاصيل توقيف عصابة الابتزاز والاعتداء عبر تيك توك
القبض على أفراد عصابتين امتهنوا سرقة السيّارات ونقلها إلى سوريا
القبض على أفراد عصابتين امتهنوا سرقة السيّارات ونقلها إلى سوريا
الدفاع المدني يعثر على جثة أحد المفقودين السوريين!
الدفاع المدني يعثر على جثة أحد المفقودين السوريين!