-   التحكم المروري: قتيلان وجريحان بحادث تصادم بين “جيب” وسيارة على أوتوستراد الصفرا    -   الأمن الفلسطيني في لبنان: المخيّمات الفلسطينية أصبحت خالية من السلاح الثقيل    -   الميادين: الجيش اللبناني تسلم حمولة 5 شاحنات من أسلحة الأمن الوطني الفلسطيني بينها صواريخ بمخيم عين الحلوة جنوبي لبنان    -   الشرع: سوريا أعادت بناء علاقاتها الدولية والإقليمية بسرعة كبيرة    -   هيئة البث الإسرائيلية: قادة الأجهزة الأمنية أبلغوا نتنياهو أن مئات الآلاف من سكان مدينة غزة قد لا يخرجون منها    -   الشرع: إسرائيل كان لديها مخطط لتقسيم سوريا وتفاجأت من سقوط النظام    -   الوكالة الوطنية: مسيرات إسرائيلية في أجواء عكار وإطلاق المضادات من الداخل السوري في اتجاه مسيرة دخلت الأجواء السورية    -   رويترز عن مسؤول كبير بالأمم المتحدة: الوقت ينفد أمام وقف انتشار المجاعة في غزة    -   الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبر "تروث سوشيال": لقد حذّرت حماس من عواقب عدم قبولها هذا تحذيري الأخير، ولن يكون هناك تحذير آخر    -   وزير الزراعة لـ"الجزيرة مباشر": الجيش سينتهي من تنفيذ كل مراحل حصر السلاح خلال 15 شهرا تقريبا    -   اندلاع حريق كبير جانب أوتوستراد صيدا - صور محلة الغازية    -   عائلات الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين: بيان حماس الأخير يشير مرة أخرى إلى فشل حكومة نتنياهو
الاكثر قراءة

مختارات

الحجر الصحي: إجراءات ضرورية اعتمدت عبر التاريخ

مع الإنتشار السريع لفيروس كورونا وإنتشاره بين كافة القارات، برز موضوع الحجر الصحي كإجراء ضروري في مواجهة الفيروس، ومحاولة من الدول للحد من إنتشاره، وفي إجراء غير مسبوق في أوروبا، وضع سكان إيطاليا تحت حجر صحي، مع فرض قيود مشدّدة على تحرّكاتهم وخروجهم ودخولهم من مختلف المناطق، وقبلها اتخذت الصين موطن الفيروس، إجراءات للحد من الحركة في مدينة ووهان، البالغ عدد سكانها 11 مليون نسمة والواقعة وسط الصين، ومركز مقاطعة هوباي التي يقطنها 50 مليون شخص، فتوقفت حركة النقل، وأغلقت المدارس، وتم تعليق الاحتفالات التقليدية بالعام القمري الجديد، وأنشأت السلطات مراكز عزل لمراقبة الأشخاص الذين كانوا على اتصال مع حاملي الفيروس، وقد تأثّرت حياتهم اليومية بشكل كبير بسبب تلك التدابير، لتعلن السلطات الصينية نجاحها في السيطرة على إنتشار الوباء.

وللحديث عن موضوع الحجر الصحي، فقد اعتمدت المجتمعات البشرية، فرض إجراءات الحجر والطوق الصحي منذ القرون الوسطى لمنع الأوبئة الكبرى كالطاعون والكوليرا والحمى الصفراء من الانتشار.

والحجر يعتبر عزلا مؤقتا يفرض على أشخاص أو سفن أو حيوانات وافدة من بلدان تشهد مرضا معديا.

أما الطوق الصحي فيتضمن إنشاء نقاط مراقبة، لمنع وتنظيم الخروج والدخول من مناطق يطالها وباء، وهو ما حصل في الصين، من فرض طوق صحي على مدينة ووهان، لكبح انتشار فيروس كورونا.

وقد تم تسجيل أول فرض لإجراءات عزل لسفن قادمة من مناطق ضربها الطاعون في القرنين الرابع عشر والخامس عشر، خشية من امتداده، في مدينة دوبروفنيك الأوكرانية عام 1377 وفي مدينة البندقية الإيطالية عام 1423.

أما بخصوص مدة الحجر فهي 40 يوما، ومنها اشتقت الكلمة الفرنسية للحجر، «كارانتين» نسبة إلى «كارانت» وهو الرقم 40 باللغة الفرنسية.

وأطلق على منشآت الحجر التي تستقبل الطواقم المصابة بالوباء، اسم «لازاريتو»، وهو مشتق من اسم جزيرة «سانتا ماريا دي نازاريت» (القديسة مريم الناصرية) الواقعة في خليج مدينة البندقية حيث كانت ترسو تلك السفن.

وقد اعتمدت عمليات الحجر بعد ذلك مرارا في أوروبا، كما في حصل مع انتشار وباء الكوليرا في ثلاثينات القرن التاسع عشر.

وقد استعمل تعبير «الطوق الصحي» لأول مرة في فرنسا وتحديدا في القرن التاسع عشر، حينما أرسلت باريس 30 ألف عسكري لإغلاق الحدود مع إسبانيا بهدف منع امتداد وباء الحمى الصفراء.

وفي إنكلترا، وجد نموذج مماثل، ألا وهو العزل الطوعي «الشهير» في عام 1665 لقرية إيام، بعد ظهور إصابة بالطاعون، بهدف تفادي انتقال العدوى إلى باقي المنطقة.

وفي جنوب شرق فرنسا، رفع «جدار الطاعون» على امتداد 27 كلم في فوكلوز الفرنسية من أجل حماية مقاطعة فيناسان من الوباء الذي كان يفتك حينها بمرسيليا وبروفانس.

غير أنه لفرض قيود على الحركة، يمكن أن تأتي «بنتائج عكسية»، عبر إثارتها الذعر، ما يحثّ العديد من الأشخاص على الفرار مهما كلف الأمر، وقد تؤدّي أيضا إلى اضطرابات اجتماعية خطيرة كما حصل في بومباي عند انتشار الطاعون أواخر القرن التاسع عشر، بسبب إرغام رجال ونساء على الاستشفاء دون أخذ طبقتهم الاجتماعية بعين الاعتبار.

وقبل تطبيق الحجر الصحي في مدينتي جنوة والبندقية الإيطاليتين، ومدن جنوب أوروبا، فقد عرفت دمشق تطبيق العزل الصحي، حين قام الخليفة الأموي السادس الوليد بن عبد الملك، ببناء أول مستشفى «بيمارستان» في دمشق وأصدر أمرا بعزل المصابين بالجذام وتجنّب اختلاطهم ببقية المرضى في المستشفى.

وأجرى الخليفة رواتب للمرضى بما في ذلك المجذومون، وقدّم المعونة والعلاج بالمجان، وانتقى أفضل الأطباء والمعالجين لخدمة المرضى.

واستمرت ممارسة الحجر الصحي غير الطوعي للجذام في المستشفيات العامة بالعالم الإسلامي لقرون، وفي عام 1431 بنى العثمانيون مستشفى للجذام في أدرنة التي كانت عاصمة الدولة العثمانية قبل فتح القسطنطينية.

أما في القارة الأميركية، فقد دمّرت أوبئة «الحمى الصفراء» المجتمعات الحضرية في شمال القارة، وذلك في الفترة بين أواخر القرن 18 والقرن 19، فقد انتشر وباء الحمى الصفراء في العام 1793 في فيلادلفيا، وتفشّي المرض في جورجيا (1856) وفلوريدا (1888). واستمر وباء الكوليرا والجدري طوال القرن 19، وقد اعتمدت حكومات الولايات عموما على الحجر الصحي، إجراء إداريا واحترازيا للسيطرة على حركة الناس داخل وخارج المجتمعات المصابة.

وخلال العصر الصناعي، عزّزت الدول الأوروبية الحجر الصحي بواسطة حراس مسلحين كانوا يمنعون دخول أو خروج أي شخص يظهر أنه مصاب بمرض وبائي، غير أنه شابَ تلك الإجراءات اعتبارات سياسية أو جرى التعسف في استخدامها لتخرج عن الممارسة الصحية البحتة.

وبحلول القرن التاسع عشر، كان لدى العديد من المدن الكبرى في أوروبا والولايات المتحدة جزيرة نائية أو مرفق احتواء لعزل المرضى أو المشتبه بكونهم كذلك، ورغم تلقّيهم الرعاية فقد توفي الكثير منهم، ومع ذلك سجلت حالات لإساءة استخدام صلاحيات «الحجر الصحي» لعزل أشخاص غير مرغوب فيهم لأسباب وصفت بأنها «غير صحية» في بعض الأحيان.

وبالعودة الى بيروت، ففي العام 1834م، إبان دخول بلاد الشام تحت حكم محمد علي باشا، فقد أنشأ إبراهيم باشا «الحجر الصحي» فوق أرض تسمّى «الجنينة»، وذلك شرق قلعة المرفأ، وتبعد قليلاً عن جامع الخضر، وكان الحجر الصحي يتألف من جناحين، الأول للملوثين الذين يتم عزلهم لمدة ثلاثين يوماً، والثاني لمعالجة المصابين الذين يعزلون لمدة أربعين يوماً أي Quaranteine بالفرنسية، ومن هنا تسميته بـــ «الكرنتينا»، وكان العزل يشمل المصابين من أهل بيروت، وكذلك المسافرين خوفاً من تفشي الأمراض المعدية في حال إصابتهم بها.

ونتيجة تلك الإجراءات، إستطاع هذا الحجر أن يقي بيروت وبلاد الشام، طوال خمسة عشر شهراً، من الطاعون الذي كان متفشياً في اسطنبول وإزمير وقبرص ومصر، هي البلدان التي كانت تفد منها السفن المشحونة بالركاب والبضائع إلى مرفأ بيروت، وقد أوكل إبراهيم باشا إلى هنري غيز قنصل فرنسا، بتشكيل لجنة طبية مع قناصل الدول الأوروبية لتأمين الوقاية من مرض الطاعون، وعلى هذا الأساس كانت تغلق أبواب الحجر الصحي، ولا يسمح بدخول أحد من الخارج، وكانت الأطعمة تنقع بالخل ويمنع ارتداء الثياب الصوفية والقطنية، وكانت السلطة تغلق البيت الذي تعرّض للطاعون، وينقل المصاب إلى جناح المصابين، في حين تنقل عائلته إلى جناح الملوثين.

ساهمت الكرنتينا كثيراً في تخفيف الإصابة بالأمراض المعدية، فعندما تعرّضت بيروت للهواء الأصفر (الجدري) عام 1875م، لم يزد عدد المصابين عن الثلاثمائة، توفي منهم مائة وثلاثة وخمسون، بينما كثر عدد المصابين في بعض المدن الشامية.

والمفارقة أنه في العام 1834، كان إبراهيم باشا على دراية بخطر الأوبئة القادمة من الخارج، فعمد الى الحجر الصحي، بينما نحن في لبنان، وبعد مائة وستين عاما، ورغم تفشّي وباء كورونا وإعتباره وباء عالميا، نجد السلطات اللبنانية تدعو المواطنين لعدم الهلع، فكان أن اعتمدوا بأنفسهم مبدأ الوقاية والحماية.

تابعوا آخر أخبار "Radar Scoop" عبر Google News، اضغط هنا

المحامي زكريا الغول | اللواء
2020 - آذار - 14

شارك هذا الخبر

المزيد من الأخبار

معطيات جديدة عن حادثة الغرق في طرابلس!
معطيات جديدة عن حادثة الغرق في طرابلس!
داحس والغبراء بين القضاء والمصارف..!
داحس والغبراء بين القضاء والمصارف..!
هل تتجاوز الحكومة قطوع البيطار..؟
هل تتجاوز الحكومة قطوع البيطار..؟
البنك الدولي أكثر اهتماماً من الدولة اللبنانية بإعادة بناء مرفأ بيروت؟!
البنك الدولي أكثر اهتماماً من الدولة اللبنانية بإعادة بناء مرفأ بيروت؟!
حمير تركيا المتقاعدة على موائد اللبنانيين قاعدة
حمير تركيا المتقاعدة على موائد اللبنانيين قاعدة
التخبط مستمر في غياب المعالجات السياسية!
التخبط مستمر في غياب المعالجات السياسية!

قرّاء رادار سكوب يتصفّحون الآن

يوتيوب على خطى فيسبوك.. فضيحة تطال الأطفال!
يوتيوب على خطى فيسبوك.. فضيحة تطال الأطفال!
'حماس' تكشف عن سبب الحريق في مخزن في مخيّم البرج الشمالي
السيطرة على جزء من الودائع في المصارف
السيطرة على جزء من الودائع في المصارف 'غير مستبعدة'
جريمة تهزّ شحيم... قتل والدته بسلاح حربيّ!
جريمة تهزّ شحيم... قتل والدته بسلاح حربيّ!
رسالة كتبها الارهابي على مرآة داخل الشقة التي تحصّن فيها (صورة)
رسالة كتبها الارهابي على مرآة داخل الشقة التي تحصّن فيها (صورة)
تفاصيل الجريمة الشنعاء التي أودت بحياة ابنة مزيارة
تفاصيل الجريمة الشنعاء التي أودت بحياة ابنة مزيارة

آخر الأخبار على رادار سكوب

أوقفته شعبة المعلومات على متن دراجة مسروقة
أوقفته شعبة المعلومات على متن دراجة مسروقة
عون في ذكرى استشهاد بشير الجميّل: مبادئه صارت ثوابت وطنية
عون في ذكرى استشهاد بشير الجميّل: مبادئه صارت ثوابت وطنية
أمن الدولة يواصل ضبط مخالفات المولّدات الكهربائية
أمن الدولة يواصل ضبط مخالفات المولّدات الكهربائية
يسرق ما توفّر له من داخل السيارات بعد كسر زجاجها
يسرق ما توفّر له من داخل السيارات بعد كسر زجاجها
بالفيديو: عملية نوعية في البحر... "الجيش" يعرض تفاصيل توقيف
بالفيديو: عملية نوعية في البحر... "الجيش" يعرض تفاصيل توقيف 'Hawk III'
ضغوط على مدير الـFBI بعد سلسلة هفوات في قضية تشارلي كيرك
ضغوط على مدير الـFBI بعد سلسلة هفوات في قضية تشارلي كيرك