-   التحكم المروري: قتيلان وجريحان بحادث تصادم بين “جيب” وسيارة على أوتوستراد الصفرا    -   الأمن الفلسطيني في لبنان: المخيّمات الفلسطينية أصبحت خالية من السلاح الثقيل    -   الميادين: الجيش اللبناني تسلم حمولة 5 شاحنات من أسلحة الأمن الوطني الفلسطيني بينها صواريخ بمخيم عين الحلوة جنوبي لبنان    -   الشرع: سوريا أعادت بناء علاقاتها الدولية والإقليمية بسرعة كبيرة    -   هيئة البث الإسرائيلية: قادة الأجهزة الأمنية أبلغوا نتنياهو أن مئات الآلاف من سكان مدينة غزة قد لا يخرجون منها    -   الشرع: إسرائيل كان لديها مخطط لتقسيم سوريا وتفاجأت من سقوط النظام    -   الوكالة الوطنية: مسيرات إسرائيلية في أجواء عكار وإطلاق المضادات من الداخل السوري في اتجاه مسيرة دخلت الأجواء السورية    -   رويترز عن مسؤول كبير بالأمم المتحدة: الوقت ينفد أمام وقف انتشار المجاعة في غزة    -   الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبر "تروث سوشيال": لقد حذّرت حماس من عواقب عدم قبولها هذا تحذيري الأخير، ولن يكون هناك تحذير آخر    -   وزير الزراعة لـ"الجزيرة مباشر": الجيش سينتهي من تنفيذ كل مراحل حصر السلاح خلال 15 شهرا تقريبا    -   اندلاع حريق كبير جانب أوتوستراد صيدا - صور محلة الغازية    -   عائلات الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين: بيان حماس الأخير يشير مرة أخرى إلى فشل حكومة نتنياهو
الاكثر قراءة

مختارات

الكورونا أكثر من فيروس

كان كل شيء يسير على ما يرام دوليا إلا أن أتت الكورونا لتضرب الكثير وتؤشر الى عجز الانسان والدول أمام التحديات الجدية. كان المواطن غاضبا في بعض الدول، لكنه لم يكن يتوقع أن صحته على المحك وأن ليس له مكان في المستشفى اذا ما اضطر لذلك. أتت المفاجأة الصعبة التي تفوق كل مشاكل الماضي لتؤشر الى الكثير في التقصير والهدر والفساد. بعد عقود من النمو والديموقراطية والحريات، ليست هنالك أسرة كافية في أهم المستشفيات في العالم. أصابت الكورونا العديد من المسؤولين في أرقى الدول مما يشير الى سوء التحضير بل الى الاستلشاء تجاه مخاطر جدية. الى أين نحن ذاهبون وما هو مستقبل الانسان في هذا العالم المادي الخطير؟

الدول تعجز عن استقبال المرضى في المستشفيات وتطلب من المواطنين البقاء في المنازل، أي سجن النفس طوعا خوفا من الأعظم. أثبتت الكورونا عجز الأنظمة الصحية التي أنفقت الدول عليها المليارات. تعجز الأنظمة عن مواجهة مخاطر جدية كالكورونا. الولايات المتحدة تقول أن امكاناتها ليست بحجم متطلبات الكورونا. اذا كان هذا الحال بالنسبة للدولة الأعظم، فماذا نقول عن دولنا المتواضعة ذات الامكانيات الأقل بكثير. الكورونا أنهكت الاقتصادات والامكانات قبل أن تنهك المسؤولين والمواطنين طبعا.

هنالك انتفاضات تحصل عالميا اعتراضا على سوء خدمة المواطن ليس فقط في لبنان وانما أيضا في فرنسا وهونغ كونغ والعديد من الدول الأخرى. هذه الانتفاضات ستقوى بعد الكورونا لأن عجز السياسات الصحية فاضح ولأن تردد المسؤولين أمام طرق المعالجة يدعو للعجب. هل بنينا دوليا الأنظمة الصحية المناسبة لتحديات بحجم الكورونا أم هدرنا قسما كبيرا من الايرادات في جيوب السياسيين وشركات الأدوية والاستشفاء والسلع والخدمات الصحية بما فيها المستشفيات والمستوصفات طبعا.

في الولايات المتحدة، يقول وزير المالية أن نسبة البطالة ممكن أن تصل الى 20% بسبب الكورونا. الاقتصاد غير مجهز لمعالجة نسبة كارثية تحصل في أسابيع قليلة. سترسل وزارة المالية مساعدات خلال اسبوعين للأميركيين خاصة من الطبقات الوسطى وما دون ليتمكنوا من شراء الحاجات الأساسية الغذائية والصحية. سيرفع هذا الواقع من عجز الموازنة الكبير الذي يشكل نقطة سوداء في ادارة ترامب للبلاد. اذا كانت أميركا عاجزة ومترددة، فكيف يكون حالنا في الدول المتواضعة ماديا وماليا.

تبعا لما يحصل اليوم دوليا وخاصة في قلب أوروبا، لا بد وأن يشعر الانسان بالأسف للخسائر الحاصلة في البشر والمادة والتي سيدوم تقييمها لفترات طويلة بعد الكورونا. هنالك خسائر يمكن رؤيتها بالعين المجردة وأخرى أهم تضرب صحة الانسان ومعنوياته ونفسيته كما ثقته بنفسه ودولته. الانتفاضات الشعبية التي ستحصل دوليا وخاصة في الدول التي أصيبت ستفاجئ السياسيين ولا بد أنهم سيندمون على سوء التصرف وضعف البناء كما على الاهمال. تغيير الأوضاع سيتطلب وصول قيادات جديدة شفافة كفوءة الى الحكم في تلك الدول تخاطب الرأي العام بصدق ومعرفة ورغبة صادقة في الاصلاح. المحاسبة ضرورية على التريليونات التي أهدرت على القطاع الصحي والتي لم تصمد أسابيع في وجه فيروس كالكورونا اعتقد الرئيس ترامب أولا أو تمنى انه وهم أو كذبة.

السياسيون لم يقرأوا جيدا بعد النتائج الجدية التي ستنتج عن الكورونا. لا زالت المواجهة صحية لكن المواطن بدأ يتساءل عن هشاشة البناء والمفاجآت التي حصلت ولماذا لم تكن التحضيرات افضل بكثير. الحجر في المنازل ليس حلا انما هو لتجنب الكارثة فقط والعالم ما زال غير قادر على المعالجة الطبية التي ليست بمستوى التحديات. العالم يتغير تحت الضغط الشعبي ولا يمكن مواجهة الرأي العام المطالب بالحق والعدالة والاحترام وحسن المعاملة الا بالشفافية والمحاسبة. الشعوب أصبحت اليوم جريئة في مطالبها وفي الحصول على حقوقها. يستعد الناس في كل الدول للمطالبة بالحقوق بجرأة وصراحة وصوت عال عندما لا تسمعهم الحكومات وتحاول تفريقهم. هل مواجهة الشعب أهون وأقل تكلفة من تلبية المطالب العادلة التي تبني المستقبل أولا وتحاسب ثانية؟

لا يعرف بعض الناس أن الركود الكبير في سنة 2008 لم يكن ركودا اقتصاديا فقط، بل أحدث ثورة سياسية في كل أنحاء العالم. سبب الركود الكبير كما ستسبب الكورونا وعيا غير مسبوق عند الشعوب اذ لماذا نتوقع مثلا أن تستمر الجماهير في تأييد الأنظمة القائمة التي لا تحمي صحة الشعب وتخفق في المعالجة عند أول تحد جدي؟ لماذا لا نتوقع من الأكثريات الشعبية أن تثور على كل شيء لتغيير الأوضاع عندما ترى أن تحالف الأقلية السياسية مع الأقلية الميسورة يسيء الى مصالحها ومستقبلها ومستقبل الأجيال القادمة. الأجيال الخاسرة في 2008 نتيجة الظروف وسوء التصرف السابق طالبت بالتغيير السياسي والديموقراطي والاجتماعي وليس فقط الاقتصادي. «العدالة الاجتماعية» أصبحت عقيدة تنفيذية جديدة ولا يمكن تأجيل زمن التغيير.

شجعت أزمة 2008 وما أحدثته في الأسواق المواطنين على التنظيم ضمن مجموعات ذات أهداف مشتركة تطالب بحقوقها كتجمعات النساء والمعاقين والمهن الحرة. لم تعد المطالبة الكلامية كافية، بل لا بد من حسن التنظيم والمطالبة بالحقوق بكافة الطرق المشروعة. عالميا لم تعد المطالبات تجري بهدوء بل هنالك دائما نوع من العنف الكلامي اذ إن التعلق بالمصالح من قبل السياسيين أصبح كبيرا والتنازل عنها أصبح صعبا. هنالك ظلم في كل المجتمعات يفهم أولا من التعبير العادي أي مثلا من مخاطبة النساء كالرجال وعدم احترام دور المرأة في المجتمعات. ما زالت فجوة الأجور والمنافع والحقوق كبيرة بين الرجل والمرأة لنفس العمل في كل الدول علما أن الفجوة أوسع وأكبر في الدول النامية. ما زالت فجوة الدخل كبيرة بين الأعراق كالفارق الاحصائي الواضح بين الشخص الأبيض والأسود في معظم الدول وفي الولايات المتحدة تحديدا. يمكن أن نلاحظ نفس الفوارق بين الأديان في بعض المجتمعات اذ تغلب عندها الغريزة على العقل. تقدمت المجتمعات دون شك، لكن الظلم ما زال كبيرا حتى في أرقى المجتمعات كالاسكندنافية.

الظلم يجعل الانسان يشك في نفسه وفي حياته وفي قدراته وبالتالي مرفوض. قال الفيلسوف الفرنسي «جان جاك روسو» إن الانسان ليس سيئا وقلبه ناصع البياض لكن الخطأ يكمن في الممارسات الخاطئة التي تدفع اليها المجموعات المتطرفة في أقصى اليمين واليسار. ساهمت كثيرا وسائل التواصل الاجتماعي في الدفع الى التطرف، اذ إن الحوار وجها لوجه خف وأصبحت المواقف تعلن عبر هذه الوسائل مما يفسر حديتها. الحوار يخفف التطرف ويجعل الانسان يفهم الآخر أكثر.

من المهم جدا ودائما أن تتكون في المجتمعات مجموعات تفكر ايجابا أي تنظر الى المستقبل بعين بيضاء، فتساهم في تقوية الثقة وتمنع انتشار الرسائل الغاضبة والسيئة وتزيد اللحمة. تساهم الأفكار الايجابية في تفعيل القرارات الجيدة في الاستثمار والانفاق والنمو. العامل والموظف والاداري اليوم خائف من المستقبل، أي مثلا من امتداد «الذكاء الاصطناعي» الذي يمكن أن يحل مكانه. الأفكار السيئة الخاطئة المبشرة بالأزمات مثلا تنتشر بسرعة أكثر من الأفكار الجيدة. لذا المطلوب في المجتمعات التي تمر بظروف خطيرة وصعبة أن تحافظ على الحريات وتشجع على المنافسة وتطبق السياسات التي ترفع الانتاجية وتحاول تخفيف فجوتي الدخل والثروات. لا شك أن المواطن سيتعلم كثيرا من أزمة الكورونا التي ليس لها سوابق في تاريخنا وبالتالي ستغيره ليس فقط في ميادين العمل وانما أيضا في علاقاته في المجتمع.

تابعوا آخر أخبار "Radar Scoop" عبر Google News، اضغط هنا

الدكتور لويس حبيقة | اللواء
2020 - آذار - 20

شارك هذا الخبر

المزيد من الأخبار

معطيات جديدة عن حادثة الغرق في طرابلس!
معطيات جديدة عن حادثة الغرق في طرابلس!
داحس والغبراء بين القضاء والمصارف..!
داحس والغبراء بين القضاء والمصارف..!
هل تتجاوز الحكومة قطوع البيطار..؟
هل تتجاوز الحكومة قطوع البيطار..؟
البنك الدولي أكثر اهتماماً من الدولة اللبنانية بإعادة بناء مرفأ بيروت؟!
البنك الدولي أكثر اهتماماً من الدولة اللبنانية بإعادة بناء مرفأ بيروت؟!
حمير تركيا المتقاعدة على موائد اللبنانيين قاعدة
حمير تركيا المتقاعدة على موائد اللبنانيين قاعدة
التخبط مستمر في غياب المعالجات السياسية!
التخبط مستمر في غياب المعالجات السياسية!

قرّاء رادار سكوب يتصفّحون الآن

فراس عويدات… ضابط العمليات النوعية رئيسًا للأمن العسكري في بيروت
فراس عويدات… ضابط العمليات النوعية رئيسًا للأمن العسكري في بيروت
رمى زوجته من شرفة المنزل في طرابلس!
رمى زوجته من شرفة المنزل في طرابلس!
إخلاء سبيل ربيع الزين الثلاثاء بكفالةٍ ماليّة
إخلاء سبيل ربيع الزين الثلاثاء بكفالةٍ ماليّة
بالفيديو: إعتداء وحشي على شاب من ذوي الاحتياجات الخاصة
بالفيديو: إعتداء وحشي على شاب من ذوي الاحتياجات الخاصة
ليبرمان: لدينا معلومات عن منشآت نووية أخرى في إيران ولبنان
ليبرمان: لدينا معلومات عن منشآت نووية أخرى في إيران ولبنان
"دواعش".. حضّروا عبوات ناسفة لتفجيرها في لبنان
"دواعش".. حضّروا عبوات ناسفة لتفجيرها في لبنان

آخر الأخبار على رادار سكوب

قصر عدل النبطية يضع قيودًا على الهواتف الخلوية أثناء الجلسات
قصر عدل النبطية يضع قيودًا على الهواتف الخلوية أثناء الجلسات
العقيد ربيع إلياس على رأس قسم أمن الإدارة العامة والمؤسسات في أمن الدولة
العقيد ربيع إلياس على رأس قسم أمن الإدارة العامة والمؤسسات في أمن الدولة
بقاعاً جنوباً وشمالاً.. سفارة تحذز من التوجه لهذه المناطق اللبانية!
بقاعاً جنوباً وشمالاً.. سفارة تحذز من التوجه لهذه المناطق اللبانية!
السيد: صخرة الروشة ملك عام… والجدل لا يستحق سجالاً طائفياً
السيد: صخرة الروشة ملك عام… والجدل لا يستحق سجالاً طائفياً
بيانٌ من
بيانٌ من 'الصحة'.. شهيدان إثر غارة بعلبك!
بيانات نارية..  بين
بيانات نارية.. بين 'القوات' و'التيار'!