-   نتنياهو: كل من يرفع يده علينا سيصاب بضربات ساحقة غير مسبوقة    -   الوكالة الوطنية: الطيران الاسرائيلي المسير يحلق في اجواء الضاحية الجنوبية وعرمون - بشامون وخلدة    -   الوكالة الوطنية: مسيرة تحلق فوق كفرحتى والجوار على علو منخفض    -   رويترز: الولايات المتحدة تقدم للبنان 230 مليون دولار في إطار سعيها لنزع سلاح حزب الله    -   القناة 13 الإسرائيلية: البحرية الإسرائيلية سيطرت على 6 سفن كبيرة من أسطول الصمود    -   الهيئة الاتهامية برئاسة القاضي فادي العريضي تقرر اخلاء سبيل مدير عام الكازينو رولان خوري مقابل كفالة مالية    -   أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني: لا أحد قادر على إزالة البرنامج النووي وسنظل قادرين على حفظ إنجازاتنا    -   إعلام سوري: مقتل شخص جراء استهداف منزله في بلدة التمانعة بريف إدلب الجنوبي من قبل طائرات يعتقد أنها تابعة للتحالف الدولي    -   الشيخ قاسم: لبنان صامد أمام التحديات والتهديدات الأميركية ـ الإسرائيلية    -   رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لـ "المنار": نحن دائما نثق بإرادة المقاومة وبقيادتها الحكيمة والحريصة على لبنان ومستقبله ووحدته وعلى التنوع فيه    -   نتنياهو: هجوم الحوثي على المدن الإسرائيلية سيُقابل بضربة قاسية    -   رئاسة الوزراء الإسرائيلية: مصالحنا الأمنية تشمل نزع سلاح الجنوب الغربي السوري والحفاظ على سلامة وأمن الدروز
الاكثر قراءة

مختارات

الفتنة لإجهاض ثورة الجوع!

الصدامات العنيفة التي شهدتها بيروت يوم السبت الماضي بين المتظاهرين، كادت توقظ محاور الحرب الأهلية، بسبب محاولات لاختراق بعض المناطق، وإطلاق شعارات تؤجج الشعور المذهبي.

الأمر ليس مفاجئاً على الإطلاق. إنه نتيجة متوقعة لمسلسل المظاهرات الشعبية المستمرة بوتيرة متتابعة منذ الثورة الشعبية العارمة التي انطلقت في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بسبب الأزمة الاقتصادية والمعيشية الخانقة، داعية إلى إزاحة الطقم السياسي الذي نهب البلد وأفلسها.

كان المثير أن يأتي التعليق من الرئيس ميشال عون في إطار القول: «إن ما جرى جرس إنذار للجميع»، وكأن هذا الجرس توقف لحظة والبلاد تنحدر إلى السقوط والفشل. وكان مثيراً أيضاً أن يأتي التعليق من الرئيس نبيه بري ليقول: «هي الفتنة تطل مجدداً برأسها لاغتيال الوطن ووحدته... لعن الله من يوقظها»، وكأن هذه الفتنة نائمة أو تنام، ولم تستيقظ على الحرائق التي لحقت بخيام المعتصمين في ساحة الشهداء، وعلى الهجمات العنيفة التي تعرضت لها المظاهرات من جماعات محسوبة على «حزب الله» و«حركة أمل»، تتعمد الهتاف دائماً في هجماتها ضد المتظاهرين: «شيعة شيعة». ولطالما بدا الأمر مستغرباً ومستفزاً؛ حيث إن بين المتظاهرين كثيرين من الشيعة الذين تعلكهم الأزمة المالية المعيشية، كما تعلك كل اللبنانيين.

في المظاهرات التي بدأت في أكتوبر، كان الاعتراض من جماعة «حزب الله» على شعار الثوار «كلن يعني كلن»، بما يعني إزاحة كل الطقم السياسي الذي حكم البلاد وأفلسها، بما يشمل الحزب وقيادته، باعتباره لم يكن مهندساً لتوازنات السلطة فقط؛ بل مقرراً لها، فهو مثلاً الذي وقف وراء الفراغ الرئاسي مدة عامين ونصف عام، قبل انتخاب حليفه الجنرال ميشال عون رئيساً، وهو الذي هندس أخيراً تشكيل حكومة اللون الواحد الراهنة بعد استقالة الرئيس سعد الحريري!

عشية المظاهرة الأخيرة يوم السبت الماضي، انقسمت آراء قادة المظاهرات بين من يدعو إلى ضرورة رفع شعار «نزع السلاح» تنفيذاً للقرارين 1559 و1701 اللذين يدعوان صراحة إلى وضع سلاح الحزب في يد الدولة، وبين من رأى أن الأمر قد يدفع الحزب إلى افتعال الفوضى؛ خصوصاً في ظل أزمته بعد العقوبات الأميركية، وبدء تنفيذ «قانون قيصر» الأميركي الذي يحاول خنق التيار الإيراني، من لبنان إلى سوريا مروراً بالعراق.

على مداخل عين الرمانة، حصلت صدامات عنيفة بين شباب المنطقة وشباب من الضاحية حاولوا أن يخترقوا المنطقة التي كانت نقطة اشتعال في الحرب الأهلية عام 1975، وليلاً حصلت مواجهات وتراشق بالنار في منطقة بربور على خلفية شعارات مذهبية سنية شيعية، أما وسط بيروت فرسم ملامح شرقية وغربية؛ لا سيما بعدما حصلت مواجهات تحت صراخ: «شيعة شيعة»، مع أن الأمر لا علاقة له بالشيعة الذين هم ضحايا الأزمة الاقتصادية المعيشية التي أوصلت سعر الدولار إلى خمسة آلاف ليرة قبل يومين، في وقت تتجه البلاد فيه إلى كارثة سوداء، مع تقديرات تقول إن ارتفاع عدد العاطلين عن العمل سيصل إلى المليون.

المشهد السياسي الرسمي ظل مأسوياً فعلاً، فلا الحديث عن جرس الإنذار يعني شيئاً، ولا القول إن الفتنة نائمة لعن الله من يوقظها يعني شيئاً، ولا كل التصريحات التي جاءت من المرجعيات والقادة السياسيين تدين الشعارات المذهبية تعالج عمق المشكلة؛ بل تحاول أن تحرفها عن هدفها الأساس، أي الجوع والخبز والبطالة ويأس الناس المتزايد، وكل هذا سيدفع إلى مزيد من المظاهرات الشعبية، وسيدفع المتضررين من أهل السياسة والهيمنة إلى محاولة إجهاض الثورة الشعبية، وخلق صراعات جانبية، قد تعيد لبنان إلى الانقسام والحرب الأهلية. والذين يتذكرون الأحداث التي سبقت حرب 1975 لا يترددون في مقارنتها ببعض ما يحصل هذه الأيام!

المثير تماماً أن كل هذا يأتي في وقت تغرق فيه الحكومة اللبنانية في مفاوضات مع صندوق النقد الدولي، تبدو حتى الآن مجرد دوران في حلقة مفرغة، لأسباب كثيرة، ليس فقط لأن الحكومة تقدم لخبراء المصرف الدولي أرقاماً متناقضة ومعيبة فعلاً عن وضعها المالي وديونها؛ بل لأنها تمضي في سياسات تفوح منها روائح الفساد وعدم وجود رغبة فعلية في إجراء أي عملية إصلاحية، رغم أن الشرط الأساس للحصول على أي مساعدة من صندوق النقد الدولي والدول المانحة في «مؤتمر سيدر»، هو الانخراط في عملية إصلاح جذري جاد وعميق، ولكن المشكلة تبقى تماماً ليست عند الخلاصة التي انتهى إليها سفير «سيدر» بيار دوكين وأبلغها إلى المسؤولين، وهي «إن لبنان بلد غير قابل للإصلاح» فحسب؛ بل عند النصيحة الصريحة والموجعة التي أبلغها رئيس «تاسك فورس فور ليبانون» إدواردو غابريل إلى المسؤولين في بيروت، من أنه «لا يمكنكم تنظيف البيت بالممسحة الوسخة»!
وما هي الممسحة الوسخة؟

إنها من أوصل لبنان إلى أن يكون واحداً من الدول المنهارة والفاشلة. وفي هذا السياق نشرت مجموعة الأزمات الدولية يوم الاثنين الماضي، تقريراً وصف الأزمة الاقتصادية بأنها غير مسبوقة في تاريخ لبنان الذي يحتاج إلى مساعدات خارجية ملحة، لتفادي أسوأ العواقب، وأن الجهات التي يمكن أن تساعده «تركز على الجهود الهادفة إلى استئصال الفساد والمحسوبية، وأنه تتعيَّن إعادة النظام المالي إلى الوضع السليم»!

ولكن كيف؟
تماماً كما يصيح الثوار منذ أشهر بإزاحة الطقم السياسي «كلن يعني كلن»، وهكذا يقول تقرير مجموعة الأزمات الدولية: «إن أي تغيير بنيوي يجب أن يضع حداً للنموذج السياسي؛ حيث تعمل الزمر الفاسدة التي تخدم ذاتها على الاستيلاء على موارد الدولة والممتلكات العامة، وإعادة محاصصتها»، هكذا بالحرف؛ لا بل إن تلك المجموعة التي لها صوت مسموع جداً في صندوق النقد الدولي، ولدى الدول المانحة، لم تتردد في القول: «إن قدرة الطبقة السياسية على إجراء هذا التحوُّل هي موضع شك كبير؛ لأنه يسحب البساط من تحت أقدامها»!

أكثر من ذلك يقول التقرير: «من الصعب جداً تصوُّر أنهم سيفعلون ذلك، ما لم يجد اللبنانيون الذين خرجوا إلى الشوارع منذ 17 تشرين الأول أساليب لممارسة ضغط مستمر على السياسيين في البلاد»، ولكن هؤلاء السياسيين لن يفعلوا ذلك أبداً، بمعنى أنه ليس هناك من سيقطع يده اليسرى باليمنى، ولهذا فإنهم يحاولون الهروب عبر مخرج من اثنين يقومان على الغباء، ويزيدان الأزمة استفحالاً:

أولاً - عندما يحاولون تحميل القطاع الخاص، عبر ودائع الناس في المصارف، ومساهمة هذه المصارف في تغطية ديون الدولة المنهوبة عبر المصرف المركزي، مسؤولية إفلاس البلاد التي نهبوها هم، ويستمرون في النهب حتى هذه اللحظة، بدليل نقض مجلس الوزراء مثلاً في خلال 24 ساعة قراره، والعودة تحت الضغط إلى إقرار مشروع محطة ثالثة للكهرباء في سلعاتا بكلفة مئات الملايين، رغم فضائح المازوت، ورغم أن قطاع الكهرباء وحده كلَّف لبنان 52 مليار دولار، وهو ما يساوي 62 في المائة من الديْن العام.

ثانياً – عندما يحاولون إجهاض الثورة الشعبية في الفتنة الطائفية والمذهبية، ومحاولة زجها فيما قد يعيد البلاد إلى المتاريس؛ لأن للجوع نتيجتين؛ إما أن يذهب اليائسون إلى الانتحار، وقد فعلها كثيرون، وإما أن ينفجر الجائعون في ثورة عنيفة قد تتحول حرباً أهلية جديدة، من منطلق الخلفيات المذهبية البغيضة التي أطلت برأسها يوم السبت الماضي، ليقال إنه جرس إنذار؛ لكن الجرس لا يتوقف عن القرع، والفتنة لا تنام على الأقل؛ لأن الجائع لا يستطيع النوم!

تابعوا آخر أخبار "Radar Scoop" عبر Google News، اضغط هنا

راجح الخوري | الشرق الأوسط
2020 - حزيران - 13

شارك هذا الخبر

المزيد من الأخبار

معطيات جديدة عن حادثة الغرق في طرابلس!
معطيات جديدة عن حادثة الغرق في طرابلس!
داحس والغبراء بين القضاء والمصارف..!
داحس والغبراء بين القضاء والمصارف..!
هل تتجاوز الحكومة قطوع البيطار..؟
هل تتجاوز الحكومة قطوع البيطار..؟
البنك الدولي أكثر اهتماماً من الدولة اللبنانية بإعادة بناء مرفأ بيروت؟!
البنك الدولي أكثر اهتماماً من الدولة اللبنانية بإعادة بناء مرفأ بيروت؟!
حمير تركيا المتقاعدة على موائد اللبنانيين قاعدة
حمير تركيا المتقاعدة على موائد اللبنانيين قاعدة
التخبط مستمر في غياب المعالجات السياسية!
التخبط مستمر في غياب المعالجات السياسية!

قرّاء رادار سكوب يتصفّحون الآن

سوري ولبناني قاما بعدة عمليات نشل
سوري ولبناني قاما بعدة عمليات نشل
غارات إسرائيلية تستهدف صنعاء... الحوثيون: الرد آتٍ لا محالة
غارات إسرائيلية تستهدف صنعاء... الحوثيون: الرد آتٍ لا محالة
العثور على جثة امرأة في حارة صخر
العثور على جثة امرأة في حارة صخر
عن ارتفاع أسعار الفائدة العالمية... بيان من مصرف لبنان
عن ارتفاع أسعار الفائدة العالمية... بيان من مصرف لبنان
الشّركات المستوردة للنّفط: سنتوقف عن العمل في هذا الوقت والتاريخ
الشّركات المستوردة للنّفط: سنتوقف عن العمل في هذا الوقت والتاريخ
ابن الـ14 عاماً ضحية إشكال على أفضلية مرور
ابن الـ14 عاماً ضحية إشكال على أفضلية مرور

آخر الأخبار على رادار سكوب

أمن الدولة يوقف مواطنين متورطين في تزوير معاملات عقارية في صيدا
أمن الدولة يوقف مواطنين متورطين في تزوير معاملات عقارية في صيدا
كارثة صناعية... جمعية الصناعيين تعترض على اقفال
كارثة صناعية... جمعية الصناعيين تعترض على اقفال 'تنورين'
مفرزة استقصاء بيروت تُطيح بمتورطَين في نقل مخدّرات
مفرزة استقصاء بيروت تُطيح بمتورطَين في نقل مخدّرات
بالجرم المشهود في الصفرا شعبة المعلومات توقف مروّجَي مخدّرات
بالجرم المشهود في الصفرا شعبة المعلومات توقف مروّجَي مخدّرات
هل وقعتم ضحية
هل وقعتم ضحية 'ثنائي الاحتيال'؟
اللواء عبد الله عاد جريحَي مفرزة استقصاء جبل لبنان
اللواء عبد الله عاد جريحَي مفرزة استقصاء جبل لبنان