النقيب مستقل... غصباً عن اي اصطفاف سياسي او حزبي!

رادار سكوب

2017 -

تشرين الثاني -

المحامية رانيا إيليا نصرة - "رادار سكوب":

تشهد نقابة المحامين في بيروت صباح الاحد 19 تشرين الثاني 2017 انتخاب نقيب وأربعة أعضاء جدد في مجلس النقابة خلفاً للأعضاء المنتهية ولايتهم.

على الرغم من أن الانتخابات الأخيرة التي حصلت في العام 2015 والتي شهدت على معركة طاحنة أطاحت بمرشح القوات اللبنانية الاستاذ بيار حنا لمصلحة النقيب الحالي الاستاذ أنطونيو الهاشم على خلفية انقسام المسار الذي شهدته المعركة حينذاك بين كل من القوات اللبنانية وحزب الكتائب هذا فضلا عن التقاء الأغلبية من المقترعين على شخص النقيب الحالي الكريم، دون ان نغفل مساهمة الكثير من المحامين من دعاة الاقتراع لمصلحة المستقلين على حساب الحزبيين في موقع النقابة الأول!

غير أنه لمعركة الانتخابات النقابية لدورة 2017 معايير وموازين خصوصية جدا بحيث تأزن أن تكون نتائجها مفصلية وحاسمة لأسباب عديدة باعتبار ان الشريحة الغالبة من المقترعين تتوخى دعم النقيب الذي يتحلى بصفات الحسم والفصل لمعضلة ملف التامين الصحي الذي سينفجر كقنبلة موقوتة خلال المناقشات التي ستتم خلال انعقاد الجمعية العمومية وذلك قبل انطلاق العملية الانتخابية!! ثم، ان الشريحة المذكورة ستتوخى ايضاً ان يتم دعم نقيباً مطلوب منه تفعيل دور النقابة الريادي على مستوى التشريع والحضور الدائم والفعال في اللجان النيابية والاقتصادية وكافة المحافل المحلية والدولية ، هذا فضلا عن ضرورة مواكبة النقابة لما تشهده كافة مؤسسات الدولة من نفضة غبار عنها! كما يتوق أكثرية المقترعين من تجيير اصواتهم الى النقيب الذي سيجهد بجدية ودأب بالعمل على استعادة كرامة المحامي وصونها ولاسيما سواء امام الظابطة العدلية او الدوائر الرسمية وبالتحديد أمام القضاء وبالأخص الواقف منه، حيث يتعرض المحامي بشكل يومي الى التهميش والاعتداء الصارخ والفاضح عليه خلال قيامه بموجبات رسالته السامية.
هذا في العموميات أما في الارقام...

نحن المحامون، علينا أن نحاول قدر المستطاع الاقتراع للأعضاء الذين سيشكلون مع بقية الاعضاء الذين لم تنتهي ولايتهم، مجلساً متجانساً متناغماً أقله الاقتراع لأؤلئك ممن سيشكلون مع النقيب المنتخب والاعضاء الحاليين أكثرية تتيح اتخاذ القرار الحاسم بوقف نزيف ملف التأمين الصحي الجاسم على قلوب المحامين، وان هذا الملف اللغم يبدو أنه سيصيب في المستقبل القريب الهيكلية النقابية برمتها!

على ضوء المعلومات الأكيدة والمتداولة عشية الانتخابات، يتبين لهذه اللحظة ان لا حسابات اكيدة لمصلحة اي مرشح مع العلم ان المستقبل كان قد نشر بيانا أكد فيه دعمه لعدد من الاساتذة بينهم الاشتراكي والعوني ومرشح لحركة أمل وآخر مستقل، كما حذا حذوه الحزب القومي السوري الاجتماعي الذي دعم مرشح مستقل يتداول أنه منتسب للكتلة الوطنية، وايضاً حزب القوات اللبنانية الذي بفعل انسحاب مرشحه صباح يوم السبت 18 تشرين الثاني 2017، ولم يتأكد دعمه لأي مرشح حتى كتابة هذا المقال، كذلك فعل حزب الكتائب اللبنانية الذي اعلن تأييده لمرشح مستقل، اما التيار الوطني الحر فقد سبق ان اعلن منذ انطلاق الحملة الانتخابية عن اسم مرشحه الذي ما زال داعماً له، وبالأخير فقد ترك حزب الاحرار لمحازبية حرية الاقتراع لمن يشاؤون أما حزب الله فقد أعلم دعمه لمرشح تيار الوطني الحر ومرشح حركة أمل.

اما عن حجم الكتل الحزبية التي تشكل بلوكات انتخابية، فبحسب الاحصاءات فهي تبلغ بالعادة ما نسبته 30% من مجموع المقترعين الفعليين المتوقع بلوغه حد الـ 3500 مقترع، اي ما معدله من المقترعين الملتزمين حزبياً 1150 صوت.

أما عن المقترعين المستقلين، يتوقع ان تكون الانقسامات لمصلحة المرشحين مرتبطة بشكل أو بآخر بالمعايير التالية:
أولا، سيكون لردة الفعل السلبية على النتائج الكارثية المتحققة في ملف التأمين الصحي انعكاس كبير في توزيع الاصوات بين مرشح مستقل وآخر حزبي،
ثانياً، سيكون لمسألة تبوء شخصيات سياسية وقضائية كثيرة مركز السلطة من اللون الواحد انعكاس على شريحة كبيرة ايضا من المحامين في توزيع اصواتهم لمصلحة المستقلين،
ثالثاً، يتبين ايضا من المعلومات المتداولة أن بلوكا انتخابيا- مرتبط بمجموعة من النقباء السابقين- لا يقل عن 500 صوت سيصب في مصلحة أحد المرشحين المستقلين،
رابعاً، ان استياء شريحة لابأس بها من المحامين ورفضهم الاقتراع لمصلحة نقيب لا يتسم بصفات الفاصل والحاسم سيلعب دورا هاما في توزيع الاصوات فيما بين المرشحين على مركز نقيب.

خامساً، يتبين من الاجواء التي ترافق دوما الانتخابات النقابية ان رعيل المحامين الجدد لا يؤمنون بالحزبي في موقع النقابة الاول، وهذا ايضا قد يلعب دورا مهما في دعم المرشحين المستقلين،
سادساً، وأخيرا لا بد من الاشارة الى أن شخصية المرشح وخبرته المهنية وسمعته في الأوساط وتمتعه بصفات تؤهله للتعاطي بالشأن العام من فئة الصف الأول لا بد أن أن يأخذها كل مقترع بعين الاعتبار وهي طبعا بدورها لها انعكاس مهم جدا في دعم مرشح على حساب آخر!

في ظل جميع هذه المعطيات، وبمراجعة دقيقة للأرقام والاحصاءات والمعلومات المتداولة بين جميع الماكنات الانتخابية، يتبين ان المعركة، وبعكس جميع التوقعات، لن تكون انعكاس لمشهدية الساحة السياسية اللبنانية كما يتابعها المواطن اللبناني في تحولاتها السريعة خلال الـ 24 ساعة الماضية، انما ستأتي نتائجها وبشكل مؤكد، تصفية حسابات سوء ادارة ملف التأمين الصحي.

أما وقد أعلنت جميع الماكنات الانتخابية اصطفافاتها الشخصية والحزبية، قد بات معلوماً من هو النقيب العتيد، على أمل أن يكون فوزه إيزاناً لفصل مُشرق جديد من تاريخ النقابة العريق يعيد للمحامين، ومن داخل قاعة الخطى الضائعة في قصر عدل بيروت، كرامة المحامي الضائعة على ضفاف العدل.

تابعوا آخر أخبار "Radar Scoop" عبر Google News، اضغط هنا