• الرئيسة
  • الاخبار المهمة
  • خاص رادار سكوب
  • أمن وقضاء
  • بلديات
  • Legal Scoop
  • Psycho Scoop
  • عيون الرادار
  • أخبار محلية
  • دولية اقليمية
  • منوعات
  • متفرقات
  • رياضة
  • مشاهير
  • بنك الدم
النضال النسوي والمارقون: رحلة المرأة اللبنانية في مواجهة التحديات وتحقيق الذات
المحامية رانيا إيليا نصرة   |   رادار سكوب   |   2025 - آذار - 08

المحامية رانيا إيليا نصرة - رادار سكوب:

مرت المرأة في مختلف أنحاء العالم بتحديات كبيرة، لعل أبرزها صراعها مع الصور النمطية والأدوار المفروضة عليها، إضافة إلى سعيها المستمر لتحقيق العدالة والمساواة في جميع جوانب الحياة. وقد واكبت المرأة اللبنانية هذا النضال، مظهرة ريادتها ونجاحها، حاملة رسالة قوية حول دورها وكينونتها المستقلة. فقد كانت وما زالت تلعب دورًا محوريًا في التأثير العميق على عائلتها وبيئتها، مؤكدة قدرتها على تجاوز الحدود التي اتسمت تاريخيا بأنها حكراً على الرجال.

ورغم تقدمها في العديد من المجالات، لا تزال المرأة اللبنانية تواجه تحديات يومية، خاصة في مجال المشاركة الفاعلة في سوق العمل. ورغم ما حققته من نجاحات، تبقى في بعض الأحيان غير قادرة على إتمام دورها الاجتماعي والمهني بشكل كامل، حيث تفتقر إلى الفرص المناسبة للانخراط في ريادة الأعمال أو المنافسة على مستويات أعلى. يعود ذلك في جزء كبير منه إلى ثقافة اجتماعية ترسخ في ذهنها التنازل عن طموحاتها، وتزيد من نقص التأهيل النفسي الضروري لدخولها عالم العمل والمنافسة بشكل فعال.

إن هذا النقص في التأهيل النفسي يتمثل في الأدوار التقليدية التي يعززها المجتمع البطريركي، والتي تحد من قدرة المرأة على المنافسة المتكافئة مع الرجل. أحد أبرز هذه الأدوار هو العبء الملقى على عاتقها في تربية الأولاد وإدارة شؤون المنزل، مما يحد من طاقتها ويعوق تقدمها في مجالات الابتكار والإنتاج. يُعد هذا الدور جزءًا من التركيبة الثقافية المتجذرة التي تقيّد المرأة من تطوير نفسها كإنسان أولاً، وكعنصر فاعل في المجتمع ثانيًا.

تستمر هذه الأنماط السلبية في ظل منهجية سيكولوجية ذكورية تهيمن على الديناميكيات العائلية والثقافية في المجتمع اللبناني. حيث تضع هذه المنهجية المرأة في موقع "المسؤولة الأولى" عن نجاح التنشئة الأسرية، بما يشمل الاهتمام بالمنزل ورفاهية الرجل. هذا العبء المستمر يقيد قدراتها الفكرية والعلمية ويحول دون تحقيق طموحاتها المهنية.

النظرة التقليدية للمجتمع حول هوية المرأة والأدوار التي يتوقع منها أن تلعبها هي نظرة مشوّهة. حتى اليوم، يُنظر إلى الرجل ككائن خارق، بينما تُصوّر المرأة على أنها رمز للتضحيات المستمرة، وهي صورة رومانسية زائفة تعزز التشويهات الفكرية التي تدعي أن الرجل يتمتع بمكانة أقوى في المجتمع. أما المرأة، فيُتوقع منها أن تحمل على عاتقها تضحيات لا نهاية لها داخل أسرتها، كما لو انها كائن ناقص غير قادر على المقارعة والمنافسة في عالم يسطو عليه الرجال.

إن هذه الصورة النمطية تحتاج إلى تعديل جذري. يجب أن يساهم الرجل بشكل حقيقي ومتوازن في كافة أبعاد الأسرة، من تربية الأولاد إلى رعاية شؤون المنزل، دون أن تكون هذه المسؤولية محصورة في المرأة وحدها. يجب أن تكون المشاركة المتساوية بين الرجل والمرأة جزءًا من الأحكام القانونية، بحيث تُعدل النصوص القانونية لتؤكد على مسؤولية الرجل المتساوية في هذا المجال كما هو الحال بالنسبة لدور المرأة في تنشئة أولادها والمسؤوليات التقليدية تجاه أسرتها.

هناك بعض الأمثلة البارزة على السياسات التي تشجع على تقاسم الأعباء المنزلية بين الرجل والمرأة. على سبيل المثال، تُعد الدول الإسكندنافية مثل السويد والنرويج والدنمارك وفنلندا من الأوائل في هذا المجال، حيث تروج قوانينها لتقاسم المسؤوليات في رعاية الأطفال والعمل المنزلي، مثل إجازة الأبوة التي تُعطى لكلا الوالدين في السويد. كما أن آيسلندا تتميز بتشريعات رائدة مثل فرض حصص متساوية للوالدين في إجازة رعاية الأطفال منذ عام 2000.

في فرنسا، تساهم سياسات مثل "إجازة الوالدين المشتركة" في تشجيع الأمهات والآباء على تقاسم مسؤوليات رعاية الأطفال. أما في ألمانيا، فإن سياسة "إجازة الأبوة" تتيح للأب أن يتفرغ لرعاية الأطفال مع الأم، مما يعزز المشاركة الفعالة في الشؤون العائلية. كذلك، تضمن إسبانيا حق الأب في أخذ إجازة أبوة مشابهة لإجازة الأمومة، مما يساهم في تحقيق التوازن بين العمل والحياة الأسرية.

لقد حان الوقت لإعادة هيكلة دور الرجل في الأسرة، بحيث يصبح شريكًا مباشرًا في تنشئتها وتحمل أعباء المنزل بشكل متساوٍ. هذه ليست مجرد أعمال طوعية، بل مسؤولية مشتركة. وفي هذا السياق، نتذكر مقولة الرائعة نوال السعداوي: "يجب أن نربي أولادنا الذكور على ألا يكونوا معيلين، ونربي بناتنا على ألا يكن خادمات". هذه المقولة تلخص أهمية إعادة النظر في توزيع الأدوار داخل الأسرة وفي المجتمع.

أخيرًا، على المرأة أن تدرك أن المارقين من حولها هم أولئك الذين يكثرون من المجاملات في أدوارها النمطية، وعليها أن تعمل على إنقاذ نفسها من هذا السجن الاجتماعي، وأن تعلم أن أمامها الكثير لتحققه. ما زالت متأخرة في بناء مكانتها الحقيقية في المجتمع، ويجب أن تسعى لتكون لها دور أكثر تأثيرًا وقوة في عالم الغد. فأنتِ نصف المجتمع.
تحية إلى كل مناضلة في اليوم العالمي للمرأة!

تابعوا آخر أخبار "Radar Scoop" عبر Google News، اضغط هنا


Facebook Tweet whatsapp
المزيد من الأخبار
  • لبنان الآن: إلى محاسبة حقيقية وإصلاح شامل
  • المواطنة اللبنانية والقوت اليومي: استعادة الثقة في دولة 'لبنان الجميع وللجميع'
  • النضال النسوي والمارقون: رحلة المرأة اللبنانية في مواجهة التحديات وتحقيق الذات
  • الطائفية، مفهوم العمالة، والقضية الفلسطينية: الشعرة التي تقصم ظهر اللبنانيين
  • لبنان وجهة استثمارية واعدة وسط الإصلاحات السياسية والقانونية
  • مأوى أم سجن؟ الأسر النازحة في مواجهة الواقع المرير
قرّاء رادار سكوب يتصفّحون الآن
  • سعيد: تمّت عمليّة إطباق حزب الله نهائيًّا على لبنان وغداً لناظره قريب!
  • الحاج تتقدم بشكوى 'اختلاق جرائم وفبركة أحداث'
  • بالصور والفيديو: دخل فرن 'الوودن بيكري' بسيارته!
  • مفاجأة في حقيقة اختطاف 'هنادي' التي شغلت مواقع التواصل..
  • بالفيديو: خلعوا الأبواب الحديدية وسرقوا ذهب وآلاف الدولارات
  • هل تقفل المصارف خلال الاغلاق التام؟
آخر الأخبار على رادار سكوب
  • أوقف داخل إحدى المدارس في صيدا
  • مروّج عملة مزيّفة أوقفته شعبة المعلومات... هل من وقع ضحية أعماله؟
  • هل وقعتم ضحيّة أعمالهم؟
  • قوى الأمن تُحذّر من موقع إلكتروني إسرائيلي مشبوه
  • شعبة المعلومات أوقفتهما في محلة طريق المطار
  • ‏‎ضبط 340 غالون بنزين... وأمن الدولة تلاحق المتورطين في عكار
تواصلوا معنا عبر

من نحن   |   إتصل بنا   |   للاعلان معنا