• الرئيسة
  • الاخبار المهمة
  • خاص رادار سكوب
  • أمن وقضاء
  • بلديات
  • Legal Scoop
  • Psycho Scoop
  • عيون الرادار
  • أخبار محلية
  • دولية اقليمية
  • منوعات
  • متفرقات
  • رياضة
  • مشاهير
  • بنك الدم
الطائفية، مفهوم العمالة، والقضية الفلسطينية: الشعرة التي تقصم ظهر اللبنانيين
المحامية رانيا إيليا نصرة   |   رادار سكوب   |   2025 - آذار - 02

المحامية رانيا إيليا نصرة - رادار سكوب:

في الآونة الأخيرة، تتوالى الدعوات المطالبة بإلغاء الطائفية السياسية وإنشاء مجلس الشيوخ. ورغم أن هذه الدعوات تبدو إيجابية، فإن المطالبة بالتحقق السريع لهذه الخطوات من قبل بعض زعماء الطوائف تثير التساؤلات حول نواياهم. إذ تبدو هذه النداءات وكأنها مجرد شعارات غوغائية تهدف إلى تحقيق مكاسب انتخابية في الانتخابات البلدية والنيابية القادمة، دون دراسة حقيقية للواقع أو استشراف لمستقبل لبنان.

كما يقول المثل الإنجليزي: "كل شخص يصنع قدره بنفسه". كنت أظن أن الحرب الأخيرة ستشكل نقطة تحول وتجلب دروسًا جديدة لبقية مكونات الشعب اللبناني. فالحرب المدمرة التي شنها العدو الإسرائيلي ضد "المواطنين اللبنانيين" (ولا أقول "أبناء الطائفة الشيعية" أو "أبناء البيئة الحاضنة لحزب الله" فقط) كان من المفترض أن تفتح أعيننا على حقائق جديدة. بغض النظر عن موقفنا من سياسة حزب الله في تحكمه بقرار السلم والحرب، وفرضه لسياساته المتعلقة بالقضية الفلسطينية على كافة الأطياف اللبنانية، ينبغي أن نتساءل: ألم تكشف هذه الحرب عن حقيقة أكبر وأشد إيلامًا من تداعياتها الاقتصادية والنفسية على لبنان؟ إنه الانهزام الساحق الذي لم يدركه الكثيرون.

الواقع، أن الحرب أسفرت عن انهزام شديد تمثل في تعزيز مشاعر الطائفية والانقسام بين اللبنانيين. إذ أصبح الانتماء الطائفي أكثر وضوحًا من أي وقت مضى. كيف؟ بدأ ذلك من خلال الألعاب الرقمية التي استخدمها البعض لعد الحشود التي شاركت في مناسبات مختلفة، مثل ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري أو تشييع قيادات حزب الله. وهذه الحشود كانت مادة دسمة لردود الأفعال من مكونات طائفية وسياسية مقابلة ، بحيث راينا من اعاد نشر صور تعكس الحشود التي تجاوز تعدادها المليون خلال المشاركة في ثورة الارز التي بلغت اوجها يوم 14 اذار من العام 2005، ومنهم من نشر صور الحشود التي قد يكون قد تجاوز تعدادها المليون وذلك خلال المشاركة في القداس الالهي الذي جرى في منطقة البيال يوم زار لبنان قداسة البابا يوحنا بولس الثاني. لكن السؤال الأهم هنا هو: ألم يكن من الأجدر أن يتوحد اللبنانيون في مواجهة التحديات المشتركة بدلًا من العودة إلى عقلية تأليه زعيم الطائفة؟

ربما تثير هذه الأسطر ردود فعل غاضبة لدى البعض. الاكيد ان المحرك الاساسي لها هو طائفيتنا الهشة وسيكولوجيا الخوف المدفونة في بطاقة هوية كل منا أكانت سنية أو مسيحية او شيعية او درزية، وذلك بديهي كوننا لم نعاند للفوز "هوية المواطنة اللبنانية"لهذا اليوم!

بعيدا عن عقيدة الخذلان التي يحملها في صميمه نسيج لبناني في وجه نسيج آخر، ومهما كانت اسباب وما ورائيات هذا الخذلان، ان الحقيقة الدامغة بفعل قراءة معمقة لكشوفات حسابات كل طائفة في لبنان، تؤكد أنه اصبح للجميع ذاكرة متساوية لما شهده على الام انهزام وانكسار في لحظة من الزمن، وذاكرة متساوية لما عاناه من عزلة وتقوقع وتحسر على امجاد الماضي.

ألم يصبح واقعا بحتا ان تعاظم وسطوة ونفوذ نسيج على انسجة اخرى في الوطن ستكون خاتمته وخيمة لا محال؟

ألم يحن الوقت لنعالج شرذماتنا النفسية من خلال الكشف عن جراحاتنا الدفينة الملوثة وتطبيبها بالترياق. نعم آن الأوان.

يبدو انه يستلزم القيام سريعا بعملية تطبيب انفسنا من مرضين مزمنين، يتآكلاننا بصورة ممنهجة وعميقة جدا. المرض الاول يتمثل بالاختلاف الجوهري بين اللبنانيين على تبني مفهوم واحد وتفسير وحيد للعمالة، ويتمثل المرض الثاني بالانقسام الحاد على تحديد موقف موحد من الحدود القصوى التي لا يمكن تجاوزها في معرض الدفاع عن القضية الفلسطينية.

اذا،يجب أن تبدأ الخطوة الأولى بتبني تعريف واحد للعمالة بين جميع اللبنانيين. ان التطرق لهذا الموضع بحد ذاته يعتبر لغما كبيرا لا بل عبوة ناسفة وذلك لان العمالة كتعبير بسيط يصبح اشد تعقيدا واحراجا وفق ما يحلله ويستنتجه ويقوننه كل نسيج لبناني من زاويته الضيقة، بحيث ان الكلام ولو اختصر يبقى مدعاة الى كتابة مطولات تحاكي السريالية –السركاستية النموذجية في ادارة اللعبة السياسية في لبنان. كيف نتجاوز عقدة اتهام هذا وذاك بالعمالة وهي ثقافة يبدو انها اصبحت مدسوسة في عروقنا؟ الجواب بسيط جدا.

تفاديا من الانزلاق في لعبة الاتهامات التي تطفو الى العلن بين الحين والحين وتؤلب المواجع وتكسر الخواطر وتلهب الجروح، علينا تقبل مدى الارتباط الوثيق لمفهوم العمالة بكافة اطياف النسيج اللبناني وليس لأحد ان يدعي انه براء منها. فهل من العدل أن يستمر النظر الى اليوم إلى بعض المكونات الوطنية على أنها "خائنة" على الرغم من نضال هؤلاء في تأسيس لبنان الكبير واستقلاله وبعد ذلك وبصورة خاصة على اثر المصالحة التي ارساها الطائف والمحطات العديدة المفصلية التي اثبتوا انخراط تام للمشاركة في ادارة البلاد مع اخوانهم في الوطن انطلاقا من مبادىء سيادية اساسية لعل ابرزها ان اسرائيل هي عدوة للبنان، في حين يتم تجاهل تواطؤات أخرى ظاهرة ومدوية لفئات لبنانية مع دول أجنبية بغرض تحقيق مصالح سياسية أو اقتصادية تثري مكون على حساب مكون لبناني آخر وتحقق المصالح السياسية للدولة الاجنبية؟

فالعمالة ليست مجرد ارتباط بإسرائيل، بل هي سلوك مشبوه يمكن أن يظهر في كل تفاعل مع قوى خارجية على حساب المصلحة الوطنية. وبالتالي، نرى انه اصبح لزوما تحديد هذا المفهوم من جديد والتوافق عليه بين كافة اطياف المجتمع اللبناني من خلال توحيد مدلولاته بصورة جلية بعيدة عن التأويل والتفسير تمهيدا امام اغلاق هذا الفصل الى الابد.

أما فيما يخص القضية الفلسطينية، فإن لبنان تاريخيًا كان من أبرز المدافعين عن حقوق الفلسطينيين. لكن هذا الدفاع يجب أن يُترجم إلى موقف موحد داخل لبنان. كيف يمكن للبنان أن يكون حاميًا للقضية الفلسطينية بينما هو لا يزال يعاني من الانقسامات الداخلية؟ كيف يمكن للبنانيين أن يكونوا في مقدمة الدفاع عن القدس وحق العودة بينما لا يستطيعون توحيد صفوفهم من أجل هذه القضية داخل بلادهم؟ إن الحرب الأخيرة التي فرضت على لبنان لم تكن اختياره، ومع ذلك، دفع اللبنانيون ثمنًا باهظًا نتيجة للتدمير والهجرة الجماعية. من الضروري الآن أن يتم تحديد موقف لبنان الرسمي من القضية الفلسطينية بشكل أكثر وضوحًا من خلال تعديل الدستور، بما يضمن التزامًا شاملاً بجميع جوانب هذا الموقف.

اليوم، أصبح من الضروري أن نتوقف لحظة ونطرح السؤال: هل حان الوقت للبنانيين للقيام بخطوات حقيقية نحو المصالحة الوطنية؟ هل يمكن تجاوز الطائفية السياسية من خلال الحوار حول تعريف واحد لمفهوم العمالة وموقف واحد من القضية الفلسطينية علنا نجد مقومات مشتركة ننطلق منها تجاه هويتنا في مواطنة لبنانية خالية من الانقسامات الطائفية والايديولوجية.

لنرفع الصلاة في هذا الصوم الكبير الذي سيعيشه المسيحيون والمسلمون هذا العام على نية قيام لبنان المنتظر.

تابعوا آخر أخبار "Radar Scoop" عبر Google News، اضغط هنا


Facebook Tweet whatsapp
المزيد من الأخبار
  • لبنان الآن: إلى محاسبة حقيقية وإصلاح شامل
  • المواطنة اللبنانية والقوت اليومي: استعادة الثقة في دولة 'لبنان الجميع وللجميع'
  • النضال النسوي والمارقون: رحلة المرأة اللبنانية في مواجهة التحديات وتحقيق الذات
  • الطائفية، مفهوم العمالة، والقضية الفلسطينية: الشعرة التي تقصم ظهر اللبنانيين
  • لبنان وجهة استثمارية واعدة وسط الإصلاحات السياسية والقانونية
  • مأوى أم سجن؟ الأسر النازحة في مواجهة الواقع المرير
قرّاء رادار سكوب يتصفّحون الآن
  • بالصور: كمين لشعبة المعلومات يُسقط عصابة لسرقة السيارات
  • طائرة 'العنقاء' تنجح بإطلاق ذخائر عبر التحكم بالقمر الصناعي
  • جنبلاط: نتمسك ببسط سيادة الدولة
  • العاملون بالصحف بينهم.. 4 عوامل تتحكم في الوظائف المُسببة للكآبة
  • هذا ما عليكم فعله في حال وردكم اتصالاً من احد الأرقام المشبوهة
  • اقتراح قانون معجل مكرّر لشطب أحكام المطبوعات من السجل العدلي
آخر الأخبار على رادار سكوب
  • أوقف داخل إحدى المدارس في صيدا
  • مروّج عملة مزيّفة أوقفته شعبة المعلومات... هل من وقع ضحية أعماله؟
  • هل وقعتم ضحيّة أعمالهم؟
  • قوى الأمن تُحذّر من موقع إلكتروني إسرائيلي مشبوه
  • شعبة المعلومات أوقفتهما في محلة طريق المطار
  • ‏‎ضبط 340 غالون بنزين... وأمن الدولة تلاحق المتورطين في عكار
تواصلوا معنا عبر

من نحن   |   إتصل بنا   |   للاعلان معنا