إرحمونا وفكّوا قیود سلسلتكم... صرخة أستاذ لبنانيّ

رادار سكوب

2018 -

كانون الثاني -

د. جویل رمزي فضّول - رادار سكوب:

صدر القرار ونُشرت تفاصیله في الجریدة الرّسمیّة بعد صراع ألیم دام خمس سنوات!

إنّھا مھزلة سلسلة الرّتب والرّواتب. إنّه الفخّ الّذي وقعنا فیه جمیعًا، وكلّ ینادي على لیلاه!

نقاط مُبھمة، یفسّرھا المعنیّون وفق ما یتناسب ومصالحھم. منھم من یشدّ على ید الأساتذة ویوھمھم بأنّ ھذا حقّ مُكتسب، ومنھم من یشدّ على ید الأھالي ویوھمھم بأنّ الأقساط سوف تلھب نیرانھا جیوبھم، ومنھم من یشدّ على یدِ الإدارات ویوھمھا بأنّ المدارس تتّجه نحو إقفال أبوابھا. وسط ھذا الوضع المشحون والمؤلم، یعود الأستاذ إلى بیته، یحاول أن یلقي بھمومه على مخدّته قبل النّوم، یُصارع تلك الأفكار السّوداء الّتي یسمعھا على مرّ الأیّام، فبعض الأھل یشمتون به، وبعض الإدارات تُھدّد مستقبله، وھو لا یُبالي إلاّ للقمة عیشه. یُرید أن یعیش بكرامة، یرید أن یصل إلى منتصف الشّھر من دون أن یُصاب بذعرٍ لأنّ معاشه لا یكفیه.

یُرید أن یُحترم ھو الّذي یقضي عمره لیربّي جیلاً صاعِدًا یكون فخرًا للوطن. یُرید أن یُدفن في صندوق خشبيّ یلیق به بدل أن یُدفن في صندوق مخلّع یُشبه الوضع الّذي عاشه!

بربّكم إرحمونا، وأوقفوا ھذه المھزلة، فكّوا قیود سلسلتكم عنّا ودعونا نعیش بسلام. فبدل أن تتصارعوا على مصالحكم، تصارعوا على مستقبل أولادكم، أو أنّ ھذه البلاد فعلاً ما عاد المسؤولون فیھا یھتمّون سوى لتلك العملة الخضراء؟!
إرحمونا وفكّوا قیود سلسلتكم عن الرّھبان والرّاھبات ودعوھم یتصرّفون وفق ما یرونه مُناسبًا لرسالتھم الدّینیّة والتّربویّة ولیس وفق ما ترونه مناسبًا لأھوائكم الشّخصیّة. دعوھم یكملون مسیرتھم یدًا بید مع الأساتذة بدل أن تضغطوا علیھم وتملوا مصالحكم علیھم!

إرحمونا وفكّوا قیود سلسلتكم عن الأھالي ودعوھم یعلّمون أولادھم بكرامة من دون أن تزرعوا نیّاتكم السّیئة في رؤوسھم. دعوھم یُمسكون بید الأساتذة لیساندوھم ویكرّموھم، ھم الّذین قضوا عمرھم في خدمتھم.

إرحمونا وفكّوا قیود سلسلتكم عن تلامذتنا ودعوھم یعیشون بسلام من دون أن یسمعوا یومیًّا بمآسي تلك السّلسلة الّتي أرھقت عقولكم. عذرًا یا تلامیذ بلادي ففي وطننا من یُحاول أن یجعل صوت الشّرّ أقوى من صوت الحقّ!
إرحمونا وفكّوا قیود سلسلتكم عن رأسكم المُتحجّر وكفاكم تحریفًا للقانون!

أنقذونا وأنقذوا أولادكم، لأنّ الوضع ما عاد یُحتمل.
ولا تنسوا یومًا أنّه لولا جھود أساتذتكم لما تعلّمتم حرفًا واحدًا، لما استطعتم حتّى قراءة ھذه الرّسالة، ولما وصلتم إلى المراكز الّتي أنتم فیھا الیوم! إستیقظوا وأنقذوا قطاعنا التّربويّ قبل ان يفوت الاوان.

تابعوا آخر أخبار "Radar Scoop" عبر Google News، اضغط هنا