بالصور: لبنانيون ضحايا عصابة للتوظيف أونلاين!

ربيع دمج

رادار سكوب

2018 -

أيار -

ربيع دمج - رادار سكوب :

مع تطور وسائل التواصل الإجتماعي وتوسّع الفضاء الإلكتروني الذي سهّل كثيراً حياة الناس، تطوّرت عمليات النصب والإحتيال وارتفعت وتيرتها، ورغم التحذيرات المستمرة من قبل مكتب جرائم المعلوماتية وغيره من الخبراء التقنيين من ضرورة التنبه لكل خطوة نقوم بها على الشبكة العنكبوتية غير أن هنالك ضحايا يقعون في فخ النصب.

وآخر بورصة عمليات النصب كانت من نصيب عدد من الشبان اللبنانيين الذين وقعوا ضحية حساب على مواقع التواصل يدّعي انه مكتب الموارد البشرية في مستشفى قيد الإنشاء في دبي تحمل إسم "هانيا" وان هذا المستشفى يبحث عن عدد من الموظفين الإداريين والاطباء والممرضين مقابل رواتب شبه خيالية تتراوح بين الـ6 و 15 ألف دولار أميركي (حسب المركز ونوع الوظيفة).

عدد من الشبان اللبنانيين (اقله لدينا معلومات عن لبنان وربما هناك ضحايا من دول عربية أخرى) لاحظوا هذا الإعلان المنتشر عبر موقع وتطبيق "لينكد إن" كذلك عبر التويتر، وبكبسة زر على الرابط شعروا وكأن حياتهم تحولت في برهة إلى حلم حين وجدوا وظيفتهم المنشودة وقد سارع أكثر من 15 شاب بحسب معلومات رادار سكوب الى تقديم الطلبات.

بعد يومين فقط وصلت لكل واحد منهم رسالة عبر بريدهم الإلكتروني تبلغهم موافقة المستشفى على توظيفهم شرط ملء الإستمارة وإرسالها مع صورة عن جواز سفر جديد وصورتين شمسيتين، وبعدها تلقوا عقود العمل والشروط، وبعد التوقيع عليها وإرسالها بالبريد الإلكتروني وردت الموافقة مع الطلب منهم حجز بطاقات السفر إلى دبي عبر مكتب تتعامل معه المستشفى.

طريقة الحجز تتم بواسطة "الأونلاين" حيث على المرشح للحصول على الوظيفة دفع ثمن بطاقة السفر إلى دبي بعد دخول موقع المكتب المزعوم، على أن تعيد المستشفى لكل موظف ثمن هذه البطاقة.

من وضع هذه الخطة كان ذكياً جداً إستطاع خداع عدد من الشبان الذين لا يمتلكون الخبرة، لكن البعض منهم مثل حسين سلوم (28 سنة) إستطاع في اللحظة الأخيرة إكتشاف ان هنالك غموضاً في الموضوع.

في حديثه مع "رادار سكوب" قال سلوم انه بداية لم تنطل عليه فكرة السفر إلى دبي والعمل في مستشفى ضخم سيتم إفتتاحه بعد شهر رمضان المبارك دون ان يتم مقابلة أي مرشح للوظائف المطلوبة، أقله مقابلة عبر السكايب.

ثم النقطة الثانية التي انقذته وتمكن بذلك من إنقاذ أصدقائه الخمسة هو كيف على مؤسسة محترمة ان تطلب من أشخاص سيعملون معها من دفع ثمن الطائرة وحصرياً مع مكتب محدد على ان يتم إرجاع المبالغ لهم.

ثالث نقطة هو ان حسين قبل ان يدخل واصدقائه في معمعة شراء البطاقة، إتصل بالرقم الموجود على إستمارة الطلب فردّ عليه شخص بدا وكانه آسيوي لا يتقن اللغة الإنكليزية بشكل جيّد. هنا ساوره الشك.

من حسن حظ حسين ان لوالدته قريب يعمل كطبيب وصاحب عيادة كبيرة في دبي قام بالتدقيق بإسم المستشفى ورقم الهاتف ليتبين له أن الرقم والمستشفى والوظيفة كلها وهم وهي فبركة من عصابات آسيوية تعمل في الخفاء وقد تم التحذير منها سابقاً في الإعلام الإماراتي ولم يقبض على أفرادها بعد، وهم في كل فترة يبدلون إسم المؤسسة والأرقام ويطلبون موظفين ويتم سرقتهم من خلال الإتصالات التي تردهم ومن خلال قيام المواطن بالدفع عبر بطاقات الإئتمنان لحجز بطاقة السفر.

قد يكون لحسين سلوم الفضل في إنقاذ رفاقه، وهنا تقع المسوؤلية الأساسية على المتقدم الذي عليه التقصي جيدا وعدم الوقوع ضحية أي إعلان مغرِ خصوصاً أن طرق البحث باتت متاحة وسهلة جداً لمعرفة الشركات الوهمية والأشخاص المزورين.

تابعوا آخر أخبار "Radar Scoop" عبر Google News، اضغط هنا