عنكبوت الميسر.. يتلقى صفعة في الشمال والمتن!

رادار سكوب

2018 -

أيار -

ستيفاني جرجس - رادار سكوب :

يُفضل أن لا يُثار مَلف أماكن لعب القِمَار أو المَيْسِر كونه يَصطدم بقناة المحسوبيات والحمايات السياسية وبأجندة أصحاب الثروات ونفوذهم التي بامكانها ان تَفُك حَبل المَشنقة عن عُنق كُثر. ويُفضل أيضاً ان لا يُسلط الضوء على "خراب البيوت" والمصائب والكوارث التي تصيب مُحبي ومدمني هذه الألعاب أمام الرأي العام أو حتى الحديث عن ما يجري داخل هذه الأماكن الا همساً وفي المجالس المُغلقة حفاظًا على سلامة المُتحدث كونه يواجه مافيات وشبكات واسعة من المصالح يتداخل فيها السياسي بالمالي.

السطور التالية تروي مُداهمتين نُسِفت على اثرها شبكتين شَرّد أصحابها مِئات العائلات.

مُنتصف الشهر الجاري، تَواتر إلى مسامع مكتب مكافحة القمار في وحدة الشرطة القضائية في قوى الامن الداخلي معلومات مُتقاطعة مع أدلة وقرائن عن مُخالفات وتجاوزات مُوثقة لمراكز وأماكن غير شرعية وسرّية تُدار فيها ألعاب الميسر وتوصف بأنها من أهم المِحال في شمال لبنان وبيروت، تحديدًا بين شوارع طرابلس وأزقتها – الميناء وسن الفيل – النبعة وفق معلومات "رادار سكوب".
رُصدت تلك الأماكن لأيام وتم تعقب حركة زُوارها حتى اكتملت كافة المُعطيات والادلة بجُعبة المكتب الذي حدد مع قادتهِ ساعة الصفر لتنفيذ مُهمتين سريتين له مُتزامنتين، الاولى في الشمال فيما الثانية في بيروت والهدف الرئيسي ضبط المعنيين بالجرم المشهود دون ان يلوذ احدهم بالفرار.

فجر اليوم، تحركت دوريتين، الأولى توجهت شمالاً إلى شارع الكِفاح في الميناء – طرابلس، حدد العناصر الموقع المُراد مُداهمته والذي يعمل بدون حيازته على رخصة قانونية، انتشروا في الارجاء بعد تأمين المكان بدقة لانجاح العملية متخطين كافة العرقلات والعقبات التي واجهتهم نتيجة الموقع الجغرافي للمكان وطبيعته عدا عن الازقة الموجودة والشوارع الضيقة التي تُسهل عمليات الكر والفر بحسب التفاصيل التي حصل عليها موقع "رادار سكوب".

دقّت ساعة الصفر، فتحركت القوّة على الاثر لمداهمة المكان الذي وفقًا للمعلومات يحوي في داخله على زبائن من أهم "اللعيبة والطاولات"، المُصطلحات المُتعارف عليها بلغة هؤلاء. المكان يحوي على أكثر من 12 شخصاً، أوقف صاحب اللعبة فضلاً عن اشخاص آخرين يمارسون ألعاب القمار الممنوعة وما يُعرف بالتكساس بوكر التي تؤدي الى خسارات فادحة و"خربان بيوت". اوقفوا جميعاً واحيلوا الى القضاء المُختص لاجراء المقتضى القانوني اللازم بحقهم.

أما الدورية الثانية (بالتعاون مع الاولى) فكان نطاق مُهمتها "المتن"، وتحديدًا قرب مقطع سكة الحديد في النبعة – سن الفيل.

المكان هو عبارة عن مَقهى بداخله أخطر العاب الميسر من البكرة الى الزهر والتكساس، يحوي على حوالي الـ20 شخصاً من بينهم 9 من الأكراد السوريين، دُهِم وأوقف مدير المقهى فضلاً عن 4 بجرم اقامة غير مشروعة وآخر عليه مذكرة توقيف غيابية بجرم سلب واقامة غير مشروعة.

واللافت في المعلومات التي حصل عليها "رادار سكوب"، ان "اللعيبة" اللبنانيين يتفقون مع بعضهم البعض على "اللعيبة" من الجنسيات المختلفة للايقاع بهم ودفعهم لخسارة مبالغ مالية زاهدة.

صحيح ان مكتب مُكافحة القِمار أشهر سيف محاربة منظومة الفساد المستشرية في تلك الاماكن، ولكن كما يبدو ان "براثن عنكبوت الميسر" لا تزال تتربص ببعض الازقة لتمتص دماء شبابنا حتى الرمق الأخير.. فهل من قرار ينقذهم؟

تابعوا آخر أخبار "Radar Scoop" عبر Google News، اضغط هنا