مِهل إدارية للإحتيال على المالية.. ماذا يجري في شمال لبنان؟

رادار سكوب

2018 -

تموز -

ستيفاني جرجس - رادار سكوب:

2050، النهضة المرسومة والقفزة المرجوة لـ" كازينو لبنان "، ان تحققت فخير وبركة لخزينة بلد يُلامس الخطر المالي وان بقيت حبرًا على ورق فللأسف مصير الكازينو ولبنان "بضهره" معلوم، وداع من هنا وتهليل وترحيب من هناك علناً وعلى المكشوف لعالم المافيات ومعاقلهم.

معاقل، هي اقرب الى دوامة يشعر مَن يدخل إليها بالدوار ليخرج منها ميت وهو حي يتنفس ولكن "مفلس". معاقل غير مرخصة لاصحاب الاموال والنفوذ اشبه بدكاكين في الزوايا وتحت الادراج، فتيات على الطاولات، اطفال قصّر، مخدرات ودعارة. حينها فقط نستفيق من غيبوبتنا، نعي حجم الكارثة ووقعها فنبكي على اطلال الـ"كازينو" ونترحم على أيامه وشبابنا معًا.

"كازينو لبنان لم يعد مقصداً جذابا للوافدين الأجانب او حتى اللبنانيين الميسورين، حوّلناه من افضل كازينوهات العالم الى مرتع لاناس مرضى ومؤسسة للمدمنين "تنشلحن مصرياتن" واقع نطق به الوزير السابق للسياحة فادي عبود ، متخوفاً من إنهياره بشكل كامل فور الإنتهاء من إنجاز أحد أكبر وأبرز الكازينوهات بالشرق في قبرص اليونانية فيصبح الكازينو للشعب الفقير و"المنتوف"..

الوزير وفي دردشة مع "رادار سكوب"، يكشف عن عرابين لمِحلات القمار غير الشرعية والتي تغزو المناطق اللبنانية قسم منها من الأمنيين فيما القسم الآخر مدنيين من النافذين والمتمولين متحفظًا عن ذكر أسماء أو حتى كشف هويات، غامزًا الى الرخص المُستحصلة والتي لها سماسرتها، "بتدفعي، بتاخدي رخصة وبتعرفي مين مصدرها ومين حاميهن"، يقول عبود.

ملف القمار غير الشرعي كما اسلفنا في المقالات السابقة ان فتح على مصراعيه فضائح بالجملة قد تُكشف. لتوقِع معها اسماء كبيرة متورطة وشخصيات يُحتسب لها الف حساب. واذا اخذنا شمال لبنان عيّنة لحديثنا وتمعنا في الشكاوى التي تصل ادراج مكاتبنا عن عدد المحال والمخالفات المرتكبة وفقاً للمشتكين يتضح ان الشمال بحاجة لاعلان حرب فورية على مافيات القمار اسوة بالدكوانة التي يحتذى بافعال رئيس بلديتها، انطوان شختورة .

فقد كثرت في الآونة الأخيرة ظاهرة العاب الميسر وما يعرف تحديدا بالبوكر ماشين والتي من المفترض لانشاء هكذا مشروع، الإستحصال على ترخيص من وزارة الداخلية ورقم مالي من وزارة المالية لاستيفاء الرسوم على عدد الماكينات الموجودة داخل كل محل بشكل سنوي.

انما ما يحصل هناك هو اعطاء مهلة ادارية من المحافظ (او من القائممقام في مناطق أخرى) ريثما يتم اعطاء رخصة، ليصار الى تجديد المهلة لاكثر من شهرين وعلى مر الوقت اصبحت لاكثر من سنة دون اية رسوم تدفع لصالح الدولة او وجود رقابة او ما شابه وسط سلسلة مخالفات وانتهاكات للقوانين مما يكبّد خزينة الدولة خسائر بملايين الليرات سنوياً.

عدد المحال تخطى العشرة، الماكينات تخطت الاربعين دون اي التزام بنوعيتها او تسعيرتها علما ان كازينو لبنان وحده يملك الحق في رفع التسعيرة الى حيث يشاء، وفق مصادر شمالية.

يقابل هذا الحديث، كلام آخر لمحافظ الشمال القاضي رمزي نهرا الذي اكد لرادار سكوب ان المحال التي يتم الحديث عنها جميعها تحظى بمهل ادارية ريثما تصدر التراخيص، رافضا كل ما اتي على ذكره على لسان المصدر الشمالي عن وجود اي مخالفات طالبا ممن لديه معلومات او شكاوى فليتقدم بها الى المحافظة وليبرزها للقيمين.

المطلب واحد، صريح وواضح: ارفعوا ايديكم عن مغتصبي حصرية ألعاب الميسر التي يتميز بها الكازينو بموجب العقد الموقّع مع الدولة اللبنانية مثلا واستبشروا خيرا بعدها والا فليبل العقد ويشرب ميته.

حاربوا مافيات القمار غير الشرعي وغير المرخص، اعلنوا الحرب عليهم واقضوا على بؤرهم وإلا.. عليكم السلام.

تابعوا آخر أخبار "Radar Scoop" عبر Google News، اضغط هنا