بين المُلفّقة والمؤكدة.. إليكم قصة مختار العاقورة

رادار سكوب

2018 -

آب -

ستيفاني جرجس - رادار سكوب:

في بلدٍ هشٍّ كلبنان تتآكل مؤسساته بِسوس الفساد وتنخر عظام مسؤوليه، جميع الوعود بالإصلاح والتغيير لا ولن تصلح الا ان تكون حبراً على ورق بمفعولٍ مُنتهي الصلاحية سلفاً، وحدها الـ"نفضة" الكاملة قد تُمكن اصحاب الوعود من ابادة سوسة الفساد والقضاء عليها، نفضة تطال الكِبار قبل الصِغار مهما علا شأنهم، اصحاب الغطاءات والنفوذ قبل ضعفاء النفوس ففصول فساد هؤلاء المؤتمنين على السلطة الذين غلبوا مصالحهم الخاصة على المصلحة العامة واعتدوا على المال العام دون وازع من ضمير أو أخلاق أو وطنية لن تنتهي.

فضيحة مُدوية رُبما ان صحة معطياتها، روايات عدة يتناقلها هؤلاء واخبار نُسجت حول الحادثة، البعض يعتبرها مغلوطة ومُلفقة فيما البعض الآخر يؤكد صحتها ويهدد بكشف النقاب عن فضائح بالجُملة، وحدها مطرقة القضاء قد تكشف حقيقة الصرخة التي علت ودوت اصداؤها بين أزقة وشوارع العاقورة التي على ما يبدو ان القدر يُعاكس ابنائها.

الروايات مُنقسمة بين طرفين، الطرف الاول روايته تتحدث عن أحد مخاتير العاقورة وتُجمع في خانة واحدة وفقا لاقوالهم التي لا نتبنى صحتها من عدمها طبعا: استغلال نفوذ، تطاول على املاك، إساءة استخدام صلاحيات، اختلاس وتزوير يُقابلها رواية مُغايرة لتلك تماماً تستند على وثائق تبرئ المختار وفقا لاقوال الراوي.

الا ان المؤكد في القصة، وفقا لمعلومات "رادار سكوب" ان المُختار المذكور لم يغادر الى جهة مجهولة كما اشيع، فحتى يوم أمس كان لا يزال في بلدته العاقورة.

"رادار سكوب" الذي إطلع على روايات عدة، يكتفي بسرد المعطيات التي في جعبته ونشر وقائع ما حصل إنطلاقاً من ما تقدم، دون تبني اياً منها وبعيداً عن جدلية صحة هذه الاحداث من عدمها، تاركاً للقضاء دور الفصل والحكم في القضية.

حكاية قسم من ابناء العاقورة والطرف الاول كالتالي: المُختار أقدم على تزوير عقود وبيع اراضٍ تعود لاقاربه المغتربين (خاله وأولاده) في بوسطن وكاليفورنيا. أَقْرِبَاءَهُ ان لم تتحرك الدولة اللبنانية سيستنجدون بالكونغرس الاميركي وبعدها لكل حادث حديث!. يتهم هؤلاء مختارهم بتزوير أوراق وجنسيات لاشخاص متوفين، انتحال صفة، حصر ارث مُزور، استيلاء على اراضٍ واملاك جميعها برسم القضاء اللبناني.

روايتهم المنقولة عن لسان مُقربين لهم هي كالآتي:
حاول وكيلهم القانوني وبناءً على طلبهم الإستفسار عن املاك موكليه (8 اشخاص من الجنسية الاميركية، والدهم ووالدتهم من العاقورة) وتحديدا عن ملكية مُسجلة باسمهم عقارين (في بيروت ) واذ يتبين له ان الاوراق والأراضي العائدة لهم مُزورة ومنقولة ملكيتها، عقار تم بيعهُ بمبلغ هائل وعقار سُجل باسم شخص آخر فضلاً عن اراضٍ اخرى لهم في العاقورة تبخرت!.

"شي بشيّب، أنا والله ما صدقت، كيف حدا بلبنان بيقدر يزوّر 8 اشخاص من الجنسية الأميركية؟ مين بعد بدو يأمن يشتري ارض هونيك او يجي يدعس بلبنان، الله يساعد "العواقرة" الله بيعرف شو عاملن باراضيهن، بشرفي انسبعت!؟" يقول الراوي في حديث له عن القضية.

تفاصيل الرواية الاولى صادمة، اذ تبين للوكيل ان المختار يدعي انه اقدم على شراء املاك المغتربين منهم ولا يعرف امضاء من على الاوراق ناكرًا ان يكون هو، لم تقف الحكاية عند هذا الحد فبعد التقصي عن القضية تبين له وجود هويات مُزورة يحملها اشخاص مجهولين. بما معناه تذاكر 8 اشخاص من الجنسية الاميركية قد زوّرت ويحملها من ينتحل شخصيتهم وقيودهم ضمن سجلات وهمية، اذ سُجل احدهم على انه من تنورين مع العلم انه في سجلات تنورين غير موجود.

عام 2011، نُقلت العقارات ليتضح بعدها ان حتى حصر الارث مُزور، فابن العاقورة المتوفي، قد سجل اولاده بعد 23 سنة من وفاته، وقد سُجل ايضاً ولد اضافي للعائلة ونقلت احدى الملكيات له دون معرفة من اين "نبت هالولد".

يقول الوكيل ان المختار يردد "انا ما مضيت"، لذا يسأل سؤالاً مشروعاً، اذا سلمنا جدلاً صحة اقوال المُختار "طيب مين هالعصابة لبتزور اراضي الناس وبتعطيك هني لانك مختار العاقورة؟ اذا بالاخضر عامل هيك باليابس ولاد العاقورة شو عامل فيهن؟ الله بيعرف خليهن ينبشو على اراضيهن!".

رواية الطرف الاول سردناها كما اتت على لسانهم، ليقابلها رواية للطرف الثاني المُقرب من المختار والمعني في هذه القضية، تشير الى ان كل ما اشيع واتي على ذكره لا يتعد كونه اشاعات واكاذيب ومعلومات مغلوطة وملفقة.

الجهة تستنكر اشد الاستنكار هذه القصة وترفض كل الاتهامات مؤكدة ان بجعبة المختار اوراق قانونية ومستندات صحيحة وتحويلات مالية تؤكد ان ما يتم تداوله ملفق وبان الملكيات التي باسمه من حقه نتيجة شرائه لها.

وترفض الجهة الغوص في التفاصيل اكثر او الحديث عن الموضوع تاركة للقضاء الحكم والفصل بما سيضعه الوكلاء القانونيون للمختار بعهدته.

في الحالتين ان صحة الرواية ام لا فنحن امام كارثة، مُصيبة، وقضية مُعيبة وعار للعاقورة.

فقط "نفضة" كالتي ذكرناها اعلاه قد تقيم للوطن قائمة، نعم ويا للسُخرية فحبال الآمال لم تنقطع، على الرغم من كل الويلات لا زال الشعب يحلم بوطن! تصبحون على وطن...

تابعوا آخر أخبار "Radar Scoop" عبر Google News، اضغط هنا