موظفو الكفاءات دون رواتب.. وهذا مصير اطفالها!

رادار سكوب

2019 -

كانون الثاني -

ستيفاني جرجس - رادار سكوب:

حتى الساعة لم ينهار اقتصاد لبنان او يُعلن عن افلاسه ماليًا والازمة المُستفحلة التي يصعب لأي بلد ان يتحملها، لبنانُنا الصغير لا يزال يُقاومها لآخر نفس، هو يقاوم فيما شركاته ومؤسساته رفعت الراية البيضاء واستسلمت!

اذا سلمنا جدلاً ان الاستسلام قد يكون حق او منفس لهؤلاء للحفاظ على ما تبقى من حفنة الدولارات ولكن ليس على حساب من لا سند له ومن يقتات منهم لقمة عيشه الكريمة.

اذا كانت هذه الحال نسبة للشركات والمؤسسات التجارية الكبرى ورؤوس الأموال فكيف الحال نسبة لمؤسسات الرعاية المتعاقدة مع الوزارات اللبنانية لتلقي الدعم المادي.

معلومات رادار سكوب المُستقاة من مصادر مطلعة تتحدث عن 3 أشهر مرّت على قسم من موظفي "الكفاءات" في المراكز المختصة بالاشخاص ذوي الحاجات الخاصة دون الحصول على رواتبهم الشهرية حيث يرجع القيمون الاسباب لضائقة مالية بضوء تأخر الوزارات المعنية بتسديد المستحقات المتوجبة عليها.

وتكشف المعلومات عن مُساءلة تمّت من قبل الموظفين للمعنيين في المؤسسة فأتاهم الجواب: "يمكنكم الحصول على اجازات غير مدفوعة حتى تمر الأزمة أو متابعة العمل بشكل طبيعي ويومي دون رواتب في الوقت الراهن.."

ووفقًا للمعلومات يتضح ان الموظفين تبلغوا في نهاية شهر تشرين الثاني من العام 2018 ان لا رواتب ستُسدد، ليتم ابلاغهم لاحقًا ان السنة الجديدة ستحمل معها في جعبتها نصف الراتب لكنها أتت فارغة مكتفية بقيمة المواصلات.

وفي سياق متصل، تلفت معطيات رادار سكوب، الى ان الاقسام الأخرى في المؤسسة غير التابعة للشؤون الاجتماعية كالفندقية، المهنية، مدرسة الكفاءات والجامعة يتقاضى موظفيها معاشاتهم بشكل طبيعي.

وتلفت المعطيات إلى لفتة جميلة قام بها هؤلاء قبل الأعياد بطلب من ادارة المؤسسة لتبيان حسن نيتهم حيث أقدموا على التبرع بجزء صغير من رواتبهم للموظفين المحرومين من اجورهم!

هذا، وعُلم، ان فترة الاعياد حملت معها اقفال لمركز "ميريم 1"، المختص بالحالات الصعبة للبالغين، حيث تم ارسال (أرقام تقريبية) 100 ولد (داخلي) إلى المنزل، فيما أبقي على 40 (خارجي) أي الذين لا يستفيدون من قسم المنامة في بيت العذراء.

كما ويتضح ان بيت العذراء الداخلي تم تصغيره وحصره بـ3 طوابق فضلاً عن صرف ما يفوق الـ40 موظفا من الذين رفضوا التوقيع على استقالاتهم واقدموا على الاعتصام امام المركز حتى استحصلوا على تعويضات الصرف التعسفي والتي وصل قدرها الى 7و 8 ملايين وفقا لما اشارت اليه المعلومات.

المعطيات هذه استوجبت أولاً مراجعة المدير العام للمؤسسة الشيف اللبناني رمزي الشويري، وهو من أوائل الطهاة في العالم العربي، إن لم يكن الأول، الا ان الأخير لم يجب على اتصالنا، لذا نترك له حق توضيح حيثيات ما يجري بعد اطلاعه على ما كُتب.

ثانيًا، كان لا بد من مراجعة وزارة الشؤون الاجتماعية للاستفسار منها عن حقيقة ما يجري، فأكدت مصادرها أن الكفاءات جزء أساسي من مؤسسات الرعاية المُتعاقدة مع الوزارة والتي تساهم بفعالية بالأمن الاجتماعي في لبنان والحفاظ عليه فضلاً عن كونها مؤسسة رائدة بمجال الخدمة الانسانية حيث تؤدي رسالتها بكل احترافية فيما يتعلق بالرعاية الدائمة والحالات الصعبة .

وتأسف المصادر في حديثها لرادار سكوب للأزمة المالية والمعوقات البشرية التي يواجهها القسم الداخلي من بيت العذراء التابع لـ"الكفاءات" وتوجه المؤسسة نحو ايقاف العمل فيه.

مصادر الوزارة أكدت ضرورة عدم التأخر بدفع مستحقات جميع مؤسسات الرعاية والجمعيات المتعاقدة معها ولفتت الى أن عقود العام الماضي أُرسلت الى ديوان المحاسبة بشكل مُتأخر لأن مجلس الوزراء وافق على ابرامها بشهر ايار ليردها ديوان المحاسبة للوزارة في ايلول حيث تم ارسال فواتير المؤسسات ضمنها الكفاءات الى وزارة المال واليوم جميعها تنتظر ان تحول الوزارة الأخيرة الاموال لها.

وعبّر المصدر عن أسف الوزارة الشديد كون المؤسسات والجمعيات لا تزال في العام 2019 تقبض تعرفة تعود للـ2011، متمنياً ان تحظى الشؤون على دعم اكبر في موازنتها من الحكومات القادمة بحيث لا تشكل موزانتها الا 1% من موازنة الدولة اللبنانية.

وأكد في الختام، ان المعنيين في الشؤون هذا الملف يسعون جاهدين لتأمين مراكز استقبال أو مؤسسات اخرى للاشخاص ذوي الحاجات الذين كانوا على عاتق الكفاءات خلال الاسابيع القادمة.

عليه، يبدو ان كُثر ممن يعتاشون من أموال قريــة الكفــاءات الرائد انسانيًا وبيت العذراء وسنتر ليلي باتوا دون مورد حياتي بظل الازمات الراهنة ما يطرح علامات إستفهام كبيرة حول مصير هذا الصرح الكبير انسانيا وخدماتيًا. ويبقى الأمل ان يكون الفرج قريب ويطل بحلولٍ.

تابعوا آخر أخبار "Radar Scoop" عبر Google News، اضغط هنا