سيناريو جهنّمي.. شَبح الإغتيالات يعود مجدداً!

رادار سكوب

2019 -

تشرين الثاني -

المحرر الأمني - رادار سكوب:

التريُّث لساعات ورُبما لأيام أحيانًا ضروري لا سيّما قبل كتابة سطور كهذه وقْعَ ما تحملهُ من معطيات يُعيدنا بالذاكرة إلى زمن نسف بمتفجراته أركان الأرز وحوّل لبنان إلى صندوق بريد متفجّر من أقصى شمال شرقه إلى بيروت وضاحيتها الجنوبيّة.

مشهدية التفجيرات والسيارات المفخخة التي استهدفت شخصيات سياسية، إعلامية وأمنية كانوا رأس الحربة في المعارضة لم تغب عن الساحة اللبنانية التي ما زالت حتى يومنا هذا تدفع ثمن تداعيات تلك الفترة المشؤومة. وعلى الرغم من مرور قرن ونيف لا زال التخوف الأكبر اليوم من أن يعود هذا المسلسل وبقوّة بغية إيصال رسائل سياسية معلومة المصدر لا سيما بعدما طلبت مراجع أمنية من بعض الشخصيات السياسية والحزبية اتخاذ تدابير أمنية إستثنائية والحدّ من تحركاتهم بالنظر الى الوضع السائد.

التخوف لم يأت من الفراغ أو من لا شيء إنما يستند على وقائع تؤكد أن لبنان سيدخل مرحلة جديدة أكثر خطورة من تلك التي عصفت به سابقًا بحسب الملمين. ويؤكد هؤلاء أن التحذيرات هذه المرة أكثر من جدية والهدف منها ليس كسب الشارع أو استعطاف بعض الجماهير كما يفعل البعض إنما تجنبًا لسيناريو أشبه بجهنمي يُحاك منذ مدة ضد بنك من الأهداف فيما الجهات الآمرة والمخططة واحدة.

هذا ويؤكد مصدر رفيع المستوى لموقع رادار سكوب، صحة هذا المخطط الكارثي المذكور الذي استدعى اتخاذ تدابير جرى تعميمها على كافة الأجهزة المختصة للتعامل بجدية قصوى معها، كاشفًا عن أن الأجهزة الأمنية اللبنانية تلقت معلومات رسمية مصدرها داخلي - خارجي الأول أميركي والثاني أوروبي ذات صدقيّة عالية لا يرقى إليها الشك، تتحدث عن سيناريو أمني يستهدف نسف الأمن في لبنان ويطال قائمة شخصيات وقيادات عدة على رأسهم سياسيين بارزين فضلاً عن أمنيين من الصف الأول ورجال تبوأت مراكز حساسة في البلد مكّنتها من الاستحصال على ملفات ومعطيات تفضح المستور.

وعن لعبة الأسماء الوارد ذكرها في التقارير ضمن لائحة بنك الأهداف، فضّل المصدر أن نبقيها طي الكتمان أقله اعلاميًا والتكتم عن ذكرها في الوقت الراهن نظرا للبلبلة التي ستحدثها في البلاد من جهة، وتهافت البعض لنفيها أو التعتيم عليها خشية مما قد تخلفه على الأرض وفي الأوساط الشعبية لا سيما ان الأسماء المستهدفة لها تمثيلها طائفيًا وشعبياً.

واكتفى المصدر بالتأكيد لموقع رادار سكوب، أن موجة الاغتيالات قد تطال رموزا كبيرة لها وزنها وثقلها محليًا كما إقليميًا، يتمركز البعض منهم بين المتن، وكسروان- جبيل - الشمال والجبل، مشددًا على أن الأسماء الموجودة على القائمة باتت على علم ودراية بما يحاك ضدها وقد طُلب إليها التريث في هذا الوضع ودرس كل خطوة أو حركة قبل اتخاذها جيدًا والأيام القادمة كفيلة أن تكشف ما هو أخطر مما ذكر.

إلى ذلك، علّقت مصادر سياسية على هذه الأجواء في حديث لرادار سكوب بالقول:"الخطر الأمني على البعض ليس بجديد وهم دائما مستهدفون وبشكل يومي نتيجة مواقفهم وخطهم السياسي إنما الهدف من سيناريو كهذا هو بالتأكيد خلق بلبلة أمنية والهاء الشارع الثائر وبعض الفرقاء الممتعضين حتى يتمكن البعض الآخر من فرض رأيهم السياسي وتحقيق غاياتهم...".

وتتساءل المصادر عما إذا كُنّا سنعود إلى حقبة ٢٠٠٥ ومآسيها، وتُلَمح في معرض تساؤلاتها عما إذا كانت الأوامر قد صدرت كما وقتها ولكن باختلاف المصدر هذه المرة.

وعليه، غدًا أو بالقريب العاجل قد يحاول البعض جلب الطمأنينة كما جرت العادة إلى قلوب اللبنانيين عبر اعتبار كل ما يُحكى لا يتعدَّى كونه "شائعات" تصب في مصلحة فريق على حساب فريق آخر، ولكن في تلك الحال هل سيكون النفي والتعتيم كفيلا بإزاحة الصورة السوداوية التي قد تؤدي إلى تفكك وانهيار ما تبقى من لبنان كما انهار علمه على صفحات مجلة "economist" التابعة لصندوق النقد الدولي والتي أظهرت تفكك العلم وسقوط الأرزة كما سقط كبار أركانها؟

تابعوا آخر أخبار "Radar Scoop" عبر Google News، اضغط هنا