العالم مدممة في شي جواتي قلي نزلي تركي خوفك عجنبك وساعدي!

ستيفاني جرجس

رادار سكوب

2020 -

آب -

ستيفاني جرجس - رادار سكوب:

وطن الأرز لم يعد وطنًا، ذاك ‬البطن الثاني الذي حملنا بعد بطون أمهاتنا، تحوّل على أيدي طغاةٍ تافهين إلى مقبرةٍ جماعية مفتوحة لا تزال تحصي شهدائها، شهداء فساد وإهمال سلطة بأكملها ارسلتهم بيدها إلى التهلكة وها هي اليوم تُسخِّر طاقاتها للتفتيش عن كبش محرقة لتلبيسه إثمها.

ما من كلام قد يصف هول المجزرة، مجزرة نجهل من ارتكبها حتى الساعة عدو خارجي أم محلي اغتال أبناءه بثاني اقوى انفجار بتاريخ البشرية‫، ‬وشرّد عياله وسقى شعبه هما وجراحَا، ودمارًا‫. ‬

لبنان الحلم تبكيه القلوب على مساحة الـ ١٠٤٥٢متراً، ‫عروسته التي لم ترى السلام يومًا ها هي ‬تئنّ تحت أوجاعها‫، ‬أصوات ابناءها المفجوعين لا يزال يتردد بين الخراب والدمار، ولكن وعلى الرغم من وطأة الصدمة المروعة، غداة الانفجار الهائل شعلة الأمل لم ولن تنطفئ فاللبناني مهما عصفت به الرياح يبقى اصيلاً، يتكاتف كشعب لا مسؤولين في وقت الأزمات، يهم من أقصى الشمال إلى اقصى الجنوب لمساعدة اخيه مهما كان الثمن، فبيته وقلبه مفتوح للجميع عوضًا عن الاستنكارات والخطابات خلف المنابر والشاشات.

ولعل خير مثال على مدى تكاتف وتعاضد هذا الشعب لتخطي هذه الفاجعة هي تلك المبادرات والمساعدات المجتمعية التي اطلقت عبر وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي عقب الانفجار تحت عنوان "بيوتنا مفتوحة"، مؤكدين استعدادهم لتأمين المأوى واستضافة كل محتاج او متضرر من انفجار بيروت في المناطق المحيطة بالانفجار وكل أنحاء لبنان.

ولم تقف نخوة اللبناني عند هذا الحد فالطاقم الطبي والمدني تكاتفوا معًا لتلبية نداءات الاستغاثة نظرًا للاكتظاظ التي شهدته مستشفيات بيروت المتضررة بغالبيتها وخروج بعضها عن الخدمة، ففتحت العيادات الخارجية ابوابها في كافة الارجاء اللبنانية وناشد الاطباء عبر الصفحات والحسابات مساعدتهم لاستقبال الجرحى لتقديم العلاج والإسعافات والعناية الطبية اللازمة للمصابين بجروح طفيفة ومتوسطة.

رئيس قسم جراحة التجميل والترميم في مستشفى القديس جاورجيوس الطبيب وليم وطفة يعاونه كل من الاطباء: وسام ديب، مزيانا مقبل، غسان انطون ونيلا صليبي (طالبة طب) اعلنوا عن فتح ابواب عيادتهم التجميلية في الزلقا للمساعدة بقدر الامكان ايمانًا منهم برسالتهم السامية وواجبهم الوطني والانساني. هذا الاعلان وصل الى مسامع كل من كريستال ملحم، فايز طنوس وفيليب وطفة، ومثلهم مثل الاف من المدنيين اقدموا على كسر حاجز الخوف والتطوع لمساعدتهم.

كريستل ملحم تروي بدورها لموقع رادار سكوب تجربتها الصعبة تلك وتقول:" انا بنت المنطقة بنت الزلقا، العالم مدممة مدمرة في شي جواتي قلي نزلي تركي خوفك عجنبك وساعدي، صح ما خصني بالطب بس بقدر ساعد وهيك صار جربنا نساعد العالم قد ما فينا وباذن الله مستمرين". وتدعو الشابة المتطوعة كافة اللبنانيين الى المساعدة لو بأقل الامكانيات لانقاذ ارواح الجرحى " كل واحد قلبو قوي ما يقصر العالم بحاجة النا".

في المحصلة، بيروت، سقطت ضحية على مذبح الوطن وأسقطت معها اكثر من ١٤٠ شهيدًا و٨٠ مفقودًا وآلاف الجرحى حتى الساعة وشرّدت نحو 300 ألف شخص، ولكن مهما سحقت مهما سُحلت، مهما أثخنتها الجراح، ستقوم من تحت الردم، اما انتم يا اوغاد البلاد، فاستحوا، لأنكم بِعْتو! الوطن بثلاثين من فضة!

تابعوا آخر أخبار "Radar Scoop" عبر Google News، اضغط هنا