بعد الحَجِب.. تطبيقات الدولار تعود بقوّة 'مطلوب شيك بمليار ليرة'!

رادار سكوب

2020 -

أيار -

ستيفاني جرجس - رادار سكوب:

يوم سلطنا الضوء على قضية التطبيقات الإلكترونية المختصة بإعلان سعر صرف الدولار الاميركي مقابل الليرة اللبنانية في السوق السوداء وما ينتج عن آدائها من تجاوزات واضحة وصريحة لقانون النقد والتسليف كان الهدف حينها وقف التلاعب بلقمة الفقير ووضع حد لمهزلة كهذه أدت إلى تفلت هذا السوق وخروجه عن المألوف حتى بلغ سعر صرف الليرة اللبنانية عتبة الـ 4500.

يومها تحرك المعنيون ومن بينهم وزارة الاتصالات لا سيما بُعيد اصدار مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات، قرارًا يقضي بتوقيف وحجب تلك التطبيقات الهاتفية لصرف الدولار الأميركي والتي بلغ عددها 15 تطبيقاً.

حسنًا، مشكورون على ذلك، لكن بتحركهم هذا ثغرة ربما نتجت عن جهل وقلة معرفة حسبما يؤكد مهندس البرمجيات محمود الحمصي، والذي يلفت في معرض حديثه لموقع رادار سكوب إلى أنه بدلاً من أن تحجب وزارة الإتصالات بناء للقرار القضائي روابط التطبيقات التي يقرأ من خلالها محتوى سعر الصرف والتي تعمل بفعل منصات تحكم خاصة بها، اقدم الفريق المختص بالوزارة على حظر خدمة الـ "Google Firebase Realtime" وكافة "الباقات المجانية" الموجودة على غوغل التي تسمح بإنشاء الروابط بحد ذاتها.

المغذى من هذه المعطيات أنه بدلاً من ان تتوقف التطبيقات المستهدفة والمذكورة عن العمل، توقفت عشرات التطبيقات عن ذلك ما أدى إلى خلق بلبلة بين مستخدمي هذه التطبيقات التي تم برمجتها في الاساس بُغية خدمتهم مقابل مبلغ مادي معين، ويقدّر "الحمصي" أن عدد المستخدمين الذين تأثّروا بشكل مباشر بمثل هكذا خطأ يصل إلى نصف مليون شخص من مستخدمي التطبيقات التي تستعمل خدمة قاعدة بيانات الـ "Google Cloud Real-Time Database".

هذه البلبلة دفعت وزارة الإتصالات الى استدراك الخطأ وإعادة تفعيل عمل هذا "السيرفير" في لبنان، بعد قرابة الـ48 ساعة على حجبه ما جعل تطبيقات سعر صرف الدولار للعودة الى نشاطها كالمعتاد وعودة المراسلات العلنية للتداول بشراء وصرف عملات وشيكات في السوق السوداء وفق فيديو وثّقه موقع رادار سكوب يرصد فيه أرقام هواتف وبعض المعلومات التي قد تُشكل معلومات هامة لمكتب جرائم المعلوماتية وحماية الملكية الفكرية في الشرطة القضائية. علماً أن رادار سكوب قام بحجب أرقام هواتف الأشخاص (في الفيديو المرفق) الذين هم في الأساس ينشرونها على محادثات علنية غير آبهين بأجهزة الدولة ولا بقوانينها ولا حتى بالمسؤوليات القانونية التي تترتب عليهم من جراء المخالفات التي يقومون فيها خصوصاً أن أحدهم يطالب بـ "شيك مصرفي بقيمة مليار..."!

ووفق معلومات رادار سكوب، فإن فريقاً مختصاً في وزارة الإتصالات وبعد استشارة بعض التقنيين، بدأ العمل لإستهداف حصرياً روابط هذه التطبيقات المخالفة والتي عاودت نشاطها وبكثافة ولكن هذه المرة بشكل مفضوح أكثر في تحد علني للدولة وأجهزتها بغية تعطيلها عن طريقة "Debugging" وبذلك يكون الفريق قد أصاب الهدف وخطى الخطوة الصحيحة التي كان من المفترض أن تحصل منذ لحظة صدور الإحالة القضائية.

في النهاية وكما ذكر رادار سكوب في تحقيقه السابق، تبقى العبرة في تفكيك "الشبكة المتكاملة" التي لا يقتصر عملها على بعض التطبيقات وإنما على بعض "العملاء" الذين يعملون على ضخ الدولارات في بعض الأقضية والمحافظات بكميات هائلات بهدف "التلاعب المقصود" بسعر الصرف لإعطاء الإشارة لعنصر التطبيق بغية تحريك الأرقام في السوق السوداء وهكذا دواليك.. فهل من يجرؤ؟

تابعوا آخر أخبار "Radar Scoop" عبر Google News، اضغط هنا