حينما تتحوّل جرأة المحبّة في مدرسة مار منصور بسكنتا قدوةً للجميع

د. جويل رمزي فضّول

رادار سكوب

2021 -

كانون الثاني -

د. جويل رمزي فضّول – رادار سكوب

ما عادَ من السّهلِ أبدًا تأكيد استمراريّة التّعليم في ظلّ الظّروف الرّاهنة الّتي تتخبّط وسطها العائلات اللّبنانيّة، إلّا أنّ جرأة المحبّة في مدرسة القدّيس مار منصور لراهبات المحبّة – البزنسون في بسكنتا، قد أشعلَت فتيل المنح منذ السّنة الماضية متّكئة على إيمانها بأنّ فلس الأرملة المُستثمر في التّعليم له بركة خاصّة، لتحذو حذوها مدارس أخرى في محيطها.

وبذلك، تكون هذه المُبادرة وعلى الرّغم من السّباقات الإعلاميّة الّتي تجري في هذا المجال، وبغضّ النّظر عن كلّ السّجالات والّتي لن ندخل في تفاصيلها لأنّ ليس الهدف من هذا المقال التّحريض ولا حتّى تسجيل النّقاط، وإنّما الهدف الأوّل والأسمى هو تسليط الضّوء على هذا النّوع من المُبادرات الفرديّة الّتي تسعى بأياديها البيضاء إلى دعم المدارس بهدف بناء مجتمع مثقّف وراقٍ يُنقذ لبنان من نيران الجهل!

إنّ مدرسة البزنسون في بسكنتا، والّتي خطَت خطوة جريئة بثباتٍ وشجاعة نحو هذا المجهول منذ بداية السّنة مُعلنة إلى الأهل بتاريخ 21/1/2021 إطلاق المنح الدّراسيّة لِتُكمل مشروع الدّعم المدرسيّ الّذي أعلنته السّنة الماضية، ها هي اليوم تحظى بتقدير جميع أفراد الهيئة التّربويّة من أهالٍ وتلاميذ وأساتذة وإداريّين وعاملين وقدامى.

وإذا بها تُعلن الاستفادة من منح مدرسيّة للقسطين الثّاني والثّالث للسّنة الحاليّة طالما أنّ التّلاميذ قد سدّدوا القسط الأوّل. لم تتوقّف عند هذا الحدّ، وإنّما بنَت أيضًا لها سورًا محصّنًا وسدًّا منيعًا أمام كلّ من يشكّ باستمراريّة هذه المبادرة، وأعلنت أنّ كلّ من سيتجلّ قبل الخامس من شباط سيستفيد بدوره من منحة دراسيّة كاملة للسّنة الدّارسيّة 2021-2022. لتبدَأ بعد ذلك، السّباقات في المحيط وتخلق بدورها جوًّا من التّنافس، يحثّ المدارس إلى القيام بالمِثل، والبدء بالتّسويق لنفسه.

ولعلَّ مبادرات الرّاهبات هذه، هي خير دليل على أنّ لا شيء مُستحيل، وأنّ النّيّة الطّيّبة عندما تكون موجودة هي أعلى وأسمى وأرقى من كلّ التّجاذبات والحسابات الشّخصيّة، هي الّتي تسعى إلى الحِفاظ على تلاميذها، وعدم التّخلّي عنهم في ظلّ كلّ هذا الظّلام! فلبسكنتا والجوار نقول هنيئًا لكم بأمثالهنَّ، هنيئًا لكم بهذه الأيادي البيضاء ولعلّها تكون مثالًا للتّعاون والألفة والمحبّة لجميع اللّبنانيّين، فلتقطفوا ثمار هذه المبادرات وللتتنعّموا بها، ولا تدعوا الأبواق المُزيّفة تشوّه نيّة هذه المساعي!
فلنفتخر لمرّة واحدة بحقّ كما يجب!

تابعوا آخر أخبار "Radar Scoop" عبر Google News، اضغط هنا